الناصرة ـ «القدس العربي»: شطب البرلمان الإسرائيلي ( الكنيست) مشروع قانون قدمه نائب عربي يقضي بفرض رقابة على المفاعل النووي في ديمونا كإجراء وقائي يكفل تدابير الأمن والسلامة في حال تعرض لضربة جراء هزة أرضية كالتي ضربت البلاد أمس.
وصوتت الهيئة العامة للكنيست، بغالبية 73 صوتًا مقابل 8 أصوات، ضد اقتراح قانون قدمه النائب جمال زحالقة يطالب بـ»فرض رقابة دولية على الفرن الذري الإسرائيلي في ديمونا»، الذي قدّمه النائب جمال زحالقة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة.
ويقضي القانون بتوقيع إسرائيل على المعاهدة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية وعلى فتح مفاعل ديمونا المعروف بتسميته الرسمية «قرية البحث النووي في النقب» أمام مراقبي الوكالة الدولية لمنع نشر السلاح النووي، كما ينص القانون الدولي وكما التزمت الغالبية الساحقة من دول العالم.
في طرحه لاقتراح القانون قال زحالقة: «ما دام هناك سلاح نووي لدى إسرائيل، ستحصل دول أخرى في المنطقة على سلاح نووي، عاجلّا أم آجلّا». معتبرا أن المطلوب هو نزع شامل للأسلحة النووية من المنطقة، بدءا في إسرائيل، التي لديها أسلحة نووية. وقال إن شعوب المنطقة لا تريد أسلحة دمار شامل مع أي دولة، ولكن من الصعب لوم دول على مشاريعها النووية ما دامت إسرائيل مدججة بهذه الأسلحة. وحذر زحالقة من النتائج المأسوية لهزة أرضية قد تصيب مفاعل ديمونا: «هنالك خطر لهزة أرضية تضرب المفاعل، الذي ينتج أسلحة نووية، وهذا سيؤدي إلى كوارث فظيعة في محيطه خاصة في النقب، وفي منطقة الخليل جنوب الضفة وفي مناطق غرب الأردن». وذكر أنه من المعروف أن هنالك إمكانية لوقوع هزة أرضية مدمّرة في البلاد كل 90 عاما بالمعدّل، والهزة الأرضية الأخيرة حصلت عام 1927.وتابع « لهذا فإن الخطر قريب وحقيقي، بالذات لأنّ الفرن الذري في ديمونا قريب من الشق السوري الأفريقي، مركز الهزات الأرضية في فلسطين عبر التاريخ.» وأشار إلى أن الهزة الأرضية في اليابان أدت إلى إصابة المفاعل النووي في فوكوشيما، ونتائجها كانت كارثية وهذا نذير خطر لكل الأفران الذرية في العالم، خاصة تلك التي تنتج أسلحة نووية».
وردّ وزير الطاقة الإسرائيلي، «يوفال شطاينتس» على اقتراح القانون قائلا إنّ الفرن الذري في ديمونا آمن وإن هناك لجانا إسرائيلية تراقب سلامته. وفي محاولة للنيل من مقترحات زحالقة ادعى شطاينتس أن وكالة الطاقة النووية الدولية لا تراقب مخاطر الهزّات الأرضية وسلامة الأفران الذرية. وامتنع الوزير الإسرائيلي عن التطرق الى الأسلحة النووية، مدعيًا أن «الفرن هو مركز للأبحاث النووية».
وردّا على ادعاءات وزير الطاقة، قال زحالقة: «إن ما يقوم به شطاينتس هو غوغائية، فهو لا يريد الاعتراف بأن إسرائيل تملك سلاحًا نوويًا». وتساءل إن لم يكن هذا صحيحا، فلماذا لا توافق إسرائيل على الرقابة الدولية عليه؟ وخلص الى القول «الوكالة الدولية لا تراقب مخاطر الهزات الأرضية لكنها تراقب الأسلحة النووية، والفرن الإسرائيلي خطير بسبب إنتاج الأسلحة النووية فيه، والطريق لمنع المخاطر هو تفكيك الأسلحة النووية ونزعها، وهذا هو دور رقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية».
يشار الى أن مصادر أجنبية تتحدث عن إنتاج مفاعل ديمونا نحو 200 رأس نووي حتى الآن، فيما تحذر أوساط إسرائيلية علمية منذ سنوات من مخاطر تقادمه، وتقول إن هزة أرضية متوسطة قادرة على تفجيره والتسبب بكارثة على محيط واسع ينتشر في كل النقب ووادي عربة وحتى الأردن.