تعقيبا على مقال واسيني الأعرج: الرقابة… مؤسسة الظلمة والمحو
الكوميديا الإلهية
أقسى على الأديب المبدع من المنع و المصادرة و الاتهام بما ينفر العامة من الناس منه هو الاهمال و الاستخفاف بجهوده الفنية و تركه في اتون النسيان بلا اشارة او تكريم.
قبل ساعات قرأت مقالا لكاتب مغربي على صفحات «هسبريس» يتحدث فيه عن كيفية تكريم الغرب لشخصياته و قد استرعت انتباهه «ماركة» من زيت الزيتون تحمل صورة لشخصية أدبية وفكرية إيطالية مشهورة محليا وعالميا، وهو الأديب والفيلسوف دانتي الغييري (1321-1265) الذي ولد في مدينة/ جمهورية فلورنسا المحسوبة اليوم على إيطاليا. وقد اشتهر دانتي بعمله:
«الكوميديا الإلهية»، الذي يعدّ أعظم الأعمال الأدبية في مرحلة العصور الوسطى، وينظر إليه أيضا كونه أساس اللغة الإيطالية وإحدى تحف الأدب العالمي حسب تعبير الكاتب.
أين نحن اذا مما و صل اليه هؤلاء السادة بكل استحقاق و أهلية للسيادة و النبل في تقديري.
إن المنع أرحم و أكثر فائدة للأديب من تركه عرضة للاستخفاف و الاهمال من طرف القراء و الدارسين و كل منتم للحقل الثقافي فلم يزد منع الخبز الحافي لشكري سوى الانتشار أكثر فأكثر بل إن خبز شكري لم يعد بعد ملاحقته حافيا فسرعان ما قدمته مختلف الترجمات من مختلف اللغات على طبق يليق بشراهة قراء خارج الحدود.
مصطفى – مراكش