Mahmoud Shukair: Jerusalem stands alone

حجم الخط
0

في العام 2010 صدرت للقاص والروائي والمسرحي الفلسطيني محمود شقير مجموعة كتابات تحت عنوان «القدس وحدها هناك»، عن هاشيت أنطوان في بيروت؛ وضمّت نصوصاً قصيرة تمزج بين السرد القصصي والبورتريه البشري وتوصيف المكان وتوثيق الحياة اليومية، على خلفية موحدة تصنعها مدينة القدس. أصدر شقير أكثر من 45 عملاً في أجناس أدبية شتى، بينها الدراما التلفزيونية، وهو يميل إلى التقاط التفاصيل الصغيرة للحياة اليومية الفلسطينية داخل مشهدياتها الاجتماعية والسياسية والنفسية الأعرض، وتستهويه نزعة التهكم التي تستبطن رمزية عميقة وحساً نقدياً عالياً؛ كما تشهد على ذلك عناوين بعض قصصه القصيرة الشهيرة، مثل «مقعد رونالدو» و»صورة شاكيرا»، و»ابنة خالتي كوندوليزا».
هذه هي الترجمة الإنكليزية التي أنجزتها المترجمة اللبنانية نيكول فارس، والتي اختارت أن تضع على الغلاف الأخير كلمة من الشاعرة الفلسطينية ـ الأمريكية نايومي شهاب ناي، جاء فيها أنّ شقير «يستكشف، على نحو رقيق ولامع، روح المدينة العميق من خلال هذه البورتريهات الغنائية البديعة لسكانها».
هنا نصّ بعنوان «سوق الدباغة»:
«ذهبنا معاً إلى سوق الدبّاغة. قالت إنها ترغب في شراء حقيبة من الجلد الأصليّ. دخلنا محلاً لا يبعد من كنيسة القيامة وجامع عمر سوى عشرات الأمتار. تفقدت الحقائب التي عرضها البائع، ثم راحت تمدّ يدها نحو هذا الرفّ أو ذاك، وتنزل من هناك حقائب متنوعة الأشكال. قال لها البائع: لديّ حقائب من العصر الأيوبيّ. نظرت نحوه في اندهاش: حقاً!
أنا لم أندهش، لأنني كنت أتوقع مثل هذا الانبعاث. قال لها: اصعدي إلى الطابق الثاني لتريْ كلّ شيء بنفسك. صعدت رباب. وصعد البائع خلفها. وأنا صعدت أيضاً.
بقيت نصف ساعة في الطابق الثاني وهي تقلّب الحقائب الأيوبيّة. أخيراً اشترت حقيبة تتناثر على أطرافها خيوط جلدية. وضعتها على كتفها وخرجنا.
في الخارج، رأينا واحداً من فرسان صلاح الدين، على رأسه خوذة نحاسية، ومن خاصرته يتدلّى سيفه اليمانيّ، وبجواره تسير امرأته مثل حمامة بيضاء، وهي تبحث عن محلّ للحقائب التي صنعها أرمنيّ مقدسيّ في زمن الانتداب.
Syracuse University Press, New York 2018.
   
 
 

11RAI

Mahmoud Shukair: Jerusalem stands alone

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية