قبل أن يسدل ستار المونديال!

حجم الخط
2

اليوم سيتوج في العاصمة الروسية موسكو بطل للعالم لينتهي شهر من المفاجآت والتشويق من منافسات مونديالية نتمناها دائما أن تبقى، وقد يطالب بعضنا باقامتها كل عام بدل كل اربعة أعوام.
نعم كان مونديال الفرق وليس مونديال النجوم، ونعم كانت المفاجآت بالجملة، فقبل المونديال كان هناك 5 مرشحين للقب و3 احصنة سوداء، لكن بحلول الدور قبل النهائي لم يبق سوى مرشح واحد (فرنسا) وحصانين.
لكن ما سبب خروج الكبار مثل حامل اللقب ألمانيا والارجنتين واسبانيا والبرازيل والبرتغال، قبل موعدها المفترض؟ هل أصبحت فعلا كرة القدم متقاربة الكفاءات والامكانات وباتت المنتخبات متساوية الحظوظ الى أقصى الحدود؟ أم ان تقنية «حكم الفيديو» ساهمت الى حد كبير في هذا التقارب؟
المثير والملاحظ من هذا المونديال، ان النكهة العامة كانت اوروبية، وكأننا شاهدنا منافسات في دوري أبطال أوروبا مكثفة ومتلاحقة، فعشرون لاعباً من قائمة المنتخب البرازيلي المشارك في المونديال يلعبون في أندية أوروبية، و18 من القائمة الارجنتينية يلعبون، او لعبوا، مع اندية اوروبية، فما الذي عاد يخفى عن كشافي المنتخبات الاوروبية، فاذا عدنا الى منتخبي البرازيل والارجنتين في السبعينات الثمانينات وحتى في التسعينات، كنا نتفاجأ بأسماء ومواهب جديدة تظهر في قائمة عملاقي امريكا الجنوبية، لكن الحال تغيرت في الألفية الجديدة، ولا عجب ان آخر لقب لكأس العالم ذهب الى منتخب غير أوروبي، كان في 2002، عندما توجت البرازيل باللقب، ولم يحو منتخبها حينذاك سوى 10 لاعبين يلعبون في أوروبا، و13 يلعبون في البرازيل، بينهم كاكا وديدا وجيلبرتو سيلفا وريكاردينيو، في حين لعب 7 أرجنتينيين في أوروبا من المنتخب الفائز بمونديال 1986. فلا عجب ان ستة من المنتخبات الثمانية في الدور ربع النهائي من المونديال الحالي كانت اوروبية، بل ان الاربعة التي تأهلت الى الدور نصف النهائي كانت كلها اوروبية.
سأتطلع جدا الى مونديال 2022 لكن ليس الى مونديال 2026، لانني لا اتخيل كيف يمكن أن نستمتع بكرة قدم نخبوية من الطراز العالمي، عندما يرتفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 الى 48، فاذا كان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاني انفانتينو صادقا في رفع مستوى الاثارة والمتعة والتشويق لعشاق اللعبة، فكان يجدر به انقاص العدد وليس زيادته، والا فان تفكيره ينصب فقط على كيفية زيادة المداخيل في خزينة الفيفا من رفع اعداد المشاركين، على حساب الجودة والتنافسية. فلماذا لم يفكر في الغاء التصفيات القارية، وجعلها تصفيات عالمية تتشارك فيها كل المنتخبات بدون حدود او عوائق جغرافية، خصوصا مع انتفاء عائق التنقل والسفر الذي قاد في الاساس الى جعل التصفيات مقسمة على ست قارات، رغم انه منطقياً سيكون سفر فريق آسيوي مثل السعودية للقاء فريق افريقي مثل مصر، أقرب في المسافة من السفر للقاء اليابان واستراليا. واذا حدث فعلا وكانت تصفيات عالمية، فان المتعة والترقب سيرتفع مع ضمان ان كل المنتخبات في العالم ستكون سعيدة بخوضها تجارب قوية ولقائها منتخبات عريقة وعالمية، ستنسيها خيبة الاخفاق في التأهل الى النهائيات، لو حدث ذلك، لكن على الأقل سنضمن، نحن عشاق كرة القدم، منافسات نارية حامية الوطيس لا يكون بينها منتخب مثل بنما.
عموماً، اليوم سيسدل الستار، وسيحمل عريس العالم الجديد عروسته، فاما ان تصيح الديوك الفرنسية للمرة الثانية في تاريخها، او تصبح كرواتيا أصغر دولة من جهة عدد السكان تتوج بطلة للعالم، في مفاجأة صارخة، لم تكن أبدا لتحدث في عصر رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر، الذي كان دائما يرفض ادخال التكنولوجيا في المسابقات العالمية، ليقودنا الى أسئلة مريبة عدة، قد تصنف أجوبتها ضمن نظريات المؤامرة… أخيرا منتصر آخر من هذا المعترك العالمي، وهو الدولة المضيفة روسيا التي نجحت بالخروج بكأس عالم خالية من المشاكل والصدامات، بل بحلة زاهية تكتمل معها حسن الختام واسدال الستار.

twitter: @khaldounElcheik

قبل أن يسدل ستار المونديال!
 
خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جمعاوي جمعة:

    أشاركك الرأي بأنني لست مع زيادة عدد الفرق في نهائيات كأس العالم حيث يؤدي ذلك لوصول فرق ضعيفة المستوى يمل من مشاهدتها. وقد حضرت نفسي لذلك بأن التنافس الحقيقي لايبدأ إلا في الدور الثاني أي دور ال 32 في 2026. إذ سيخرج الفريق الضعيف من كل مجموعة من المجموعات ال16.
    أما عن أصغر دولة سكانا تفوز بكأس العالم فقد سبقت الاورغواي كرواتيا في ذلك اذ أنها فازت بكأس العالم في 1930 و 1950.

  2. يقول أسامة حميد- المغرب:

    ” او تصبح كرواتيا أصغر دولة من جهة عدد السكان تتوج بطلة للعالم، في مفاجأة صارخة، لم تكن أبدا لتحدث في عصر رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر، الذي كان دائما يرفض ادخال التكنولوجيا في المسابقات العالمية”

    كرواتيا فريق قوي يستحق ما وصل إليه بل يستحق كأس العالم ولا علاقة لإدخال التكنولوجيا بالأمر. أتمنى فوز كرواتيا على المنتخب الإفريقي… أقصد الفرنسي.

إشترك في قائمتنا البريدية