يا عَصايْ
يا دليليْ إلى مُبتغاي
يا دبيبَ أمانيَّ بين الدروب التي لا تَرى تِيْهَ أحلاميَ الحافيات
ويا عطشيْ
يا حَفَاي
يا احتشادَ الدروبِ بأقدامِهمْ
وأنا قدميْ تَبَعٌ لخُطاكِ
وعينايَ أذناي
والدربُ محتشدٌ في مداي
يا نجوميْ التي انطفأتْ في عيونيْ وصرتُ أُفتِّشُ عن ضوئها في عَمَاي
يا عصاي
يا لواءَ الجنود
وسيف المحارب
يا حُلْم راعٍ يهُشُ أغانيَهُ ويدُسُّ بها قلبَ ناي
يا انسكابَ الحنين
ويا وردةَ العشق عند ارتعاش الحروف بلحظة ميلاد بيت من الشعر أو شَبَحٍ في رؤاي
يا عصاي
يا مسافةَ وجدي إلى خيمة العامرية
يا دهشة القلب في أول الخَفقِ
يا صوتَ ليلى بأذني
ورجْعَ صَداي
يا عصاي
يا طريقي إلى وطنٍ كلما قلتُ أنساهُ يأتي إليَّ بهيئة تلك الفتاة التي أورقتْ في ربيعِ هواي
يا عصاي
كفُّ أمي التي ساندتْ خُطُواتي صغيراً
وضمّتْ تلعثُمَ ساقيَّ إذ أتهجَّى رياحَ مداي
يا عصاي
أينَ أمي وأين أنا؟!
موّهتْها الليالي ودربيَ مرتعشٌ بعدها
وهيَ عيني التي ضيعتْ ضوءها في ضريحٍ يلمُّ أناي
يا عصاي
يا عيونَ خُطاي
يا طريقيْ إلى الله
يا ضوء عينيَّ
يا قِبلتيْ يا هُداي
٭ كاتب من أسرة «القدس العربي»
6shr
محمد جميح
يا أباالعلاء اليمانيّ لا المعريّ ؛ أنت صاحب العصا والقلم العربيّ.رائع يادكتور: الشاعروالكاتب والسياسيّ والإعلاميّ.بهذه المناسبة لقصيدة الأعمى والعصا.كثيرون لا يعلمون أنّ لفظ عصا ليست هي العصا من الخيزران وغصن الشجروالخشب ووووبل العصا تقال لأي شيء تمسكه بكفّ يدك وتجتمع عليه أصابعك بقوّة يقال له عصا.والعصا تذكّروتونّث.فإذا ذكّرت يكون معنى العصا : اللسان الناطق.وإذا تمّ تأنيثها يكون معناها ما تحمله وتتكأ عليه سواء أكان من خشب أومن حديد أومن قصب الخيزران.قال الأصمعيّ : ( سُمّيت عصًـا ؛ لأنّ الـــيد والأصابع تجتمع عليها ).فلو اجتمعت يدك وأصابعك معًا على عود من خشب فهي عصا ؛ ولواجتمعت على مقبض معول وفأس فهي عصا ولواجتمعت على قوس للتصويب فهي عصا ولواجتمعت على مقبض بندقية فهي عصا.فالعصا الهيئة والصفة لا المادّة.لذلك رسالة قصيدك ( المعنوية ) رائع مع لفظ العصا : الهيئة والصفة على دلالة المعنى.مودتي.