عواصم ـ وكالات ـ مدريد ‘القدس العربي’ : ذكرت صحيفة اسبانية امس الاثنين أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تعقبت مؤخرا ما يزيد عن 60 مليون مكالمة في اسبانيا خلال شهر.
ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن وثيقة قالت إنها ضمن الأوراق التي قدمها المتعاقد السابق مع الوكالة ادوارد سنودن. وتقول حكومة اسبانيا حتى الآن إنها ليست على علم بتجسس الوكالة الامريكية على مواطنيها. وكانت وكالة الأمن القومي قد اتهمت بالتجسس على سجلات آلاف المكالمات الهاتفية الفرنسية ومراقبة هاتف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
ورفضت اسبانيا يوم الجمعة دعوة المانيا لدول الاتحاد الاوروبي الثماني والعشرين لإبرام اتفاق لمنع التجسس على غرار اتفاق تسعى برلين وباريس للوصول اليه لكن رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي قال إن بلاده تتطلع الى مزيد من المعلومات.
ونشرت صحيفة االموندوب امس الاثنين ما قالت إنها وثيقة تظهر ان وكالة الامن القومي تجسست على 60.5 مليون مكالمة هاتفية في اسبانيا بين 10 ديسمبر كانون الاول 2012 و8 يناير كانون الثاني من العام الحالي.
وقالت الصحيفة إن مراقبة الهواتف لم تنطو على التجسس على محتوى المكالمات وإنما مدتها والمكان الذي جرت فيه. وطالبت اسبانيا الاثنين الولايات المتحدة بامدادها بالمعلومات االضرورية حول عمليات التنصت المفترضةب على اراضيها، على ما اعلنت وزارة الخارجية.
وقالت الوزارة في بيان ان اهذه الممارسات، اذا ما تأكدت، غير مناسبة وغير مقبولة بين بلدين حليفين وصديقين’.
وسلمت هذه الرسالة الى السفير الامريكي جيمس كوستوس الذي استدعي الاثنين الى الوزارة في وقت افادت صحيفة الموندو ان الولايات المتحدة تجسست على اكثر من 60 مليون مكالمة هاتفية في اسبانيا بين كانون الاول/ديسمبر 2012 وكانون الثاني/يناير 2013.
وخلال اللقاء بين السفير وسكرتير الدولة الاسباني للاتحاد الاوروبي اينيغو منديز دو فيغو، طلب هذا الاخير امن سلطات الولايات المتحدة ان تقدم كل المعلومات الضرورية حول عمليات التنصت المفترضة التي اجريت في اسبانيا’، كما اوضحت وزارة الخارجية الاسبانية. من جهته، كتب السفير في بيان ان الولايات المتحدة استواصل المشاورات مع حلفائها عبر القنوات الدبلوماسية المألوفة لتبديد الهواجس التي تم التعبير عنها’.
وقال راخوي في مؤتمر صحافي في بروكسل يوم الجمعة ‘سنرى حين يتوفر لنا المزيد من المعلومات ما اذا كنا سنقرر الانضمام لما قامت به فرنسا والمانيا.’
وكتبت صحيفة اوول ستريت جورنالب الاثنين ان وكالة الامن القومي الامريكية اوقفت عمليات التنصت على اتصالات المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ومسؤولي دول اخرى حالما علم البيت الابيض بالامر في تقرير داخلي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين ان الرئيس باراك اوباما علم بعمليات المراقبة الالكترونية التي تنفذها وكالة الامن القومي من هذا التقرير الذي طلبه في منتصف العام.
وبحسب التقرير قامت وكالة الامن القومي بالتنصت على المكالمات الهاتفية لنحو 35 رئيس دولة او مسؤول عالمي. لكن البيت الابيض وضع حدا لبرامج التنصت على مكالمات هؤلاء القادة وبينهم ميركل بحسب وول ستريت جورنال.
وقد نفت وكالة الامن القومي بشكل قاطع الاحد المعلومات التي كشفتها الصحافة الالمانية ومفادها ان الرئيس اوباما كان يعلم منذ 2010 بعملية التنصت على ميركل. ونقلت صحيفة بيلد ام زونتاغ، النشرة الصادرة الاحد لصحيفة بيلد، عن مصادر في اجهزة استخبارات امريكية ان رئيس وكالة الامن القومي كيث الكسندر ابلغ باراك اوباما بشأن عملية تنصت على اتصالات ميركل منذ العام 2010، وربما تكون العملية نفسها قد بدأت منذ 2002 بحسب الصحف الالمانية.
وفي بيان لوكالة فرانس برس نفت وكالة الامن القومي هذه المعلومات.
وقالت المتحدثة باسم وكالة الامن القومي فاني فاين اان الجنرال الكسندر لم يبحث مع الرئيس اوباما في 2010 اي عملية استخباراتية مفترضة متعلقة بالمستشارة ميركل كما انه لم يبحث معه مطلقا اي عملية متعلقة بها. والمعلومات الصحافية التي تؤكد عكس ذلك غير صحيحة’.
وذكرت النشرة الصادرة الاحد لصحيفة فرنكفورتر الغيمايني من جهتها بدون ذكر مصادر ان اوباما اكد لميركل هاتفيا انه لم يكن على علم بالتنصت عليها.
واشارت دير شبيغل الى ان الرئيس الامريكي قال لها انه لو كان يعلم لكان وضع حدا لذلك على الفور.
الى ذلك أشارت صحيفة الوموندب الفرنسية، إلى احتمال تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي االموساد’، في أزمة التنصت بين الولايات المتحدة الامريكية، وفرنسا.
وأوضحت الصحيفة في نبأ لها، أنه من الممكن ان تكون أنشطة التنصت على المكالمات الفرنسية، قد جرت من قبل الموساد، زاعمة أن جهاز الاستخبارات الاسرئيلي، يقف وراء حادثة القرصنة الاكترونية لحواسيب الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، في قصر الإليزيه في أيار (مايو) 2012.
وإدعت الجريدة أن احتمال قيام الموساد والوكالة الامريكية بعمليات التنصت وارد، في ظل إشارة الامريكيين إلى الموساد، في معرض ردهم على مسؤولين فرنسيين طلبوا توضيحا من وكالة الأمن القومي الامريكية، حول الموضوع، حسب لوموند. ولم يتم الكشف عن هوية الشخصيات التي تعرضت للتجسس، وإن كانت المؤشرات تشير الى احتمال التجسس على ملك البلاد خوان كارلوس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي وباقي أعضاء الحكومة وزعماء الأحزاب ورجال الأعمال والسياسيين من مختلف الأحزاب السياسية.
وينتقد اليسار والرأي العام الموقف المحتشم للحكومة الإسبانية في الاحتجاج على واشنطن مقارنة مع ردود الفعل القوية من حكومات دول مثل باريس وبرلين، وتصل ردود الفعل الى مطالبة القضاء بالتدخل وفتح تحقيق لأن التجسس على المكالمات وبيانات الآخرين يعاقب علية بالجسن والغرامة. في هذا الصدد، يعتبر اليسار الموحد على لسان أحد قيادييه، ويلي ماير أن ما قامت به وكالة الأمن القومي الأمريكية يصل الى مستوى الإجرام، وطالب بضرورة تحديد المسؤوليات السياسية لهذا العمل الذي وصفه بالخطير.