وزيرة خارجية كوريا الجنوبية: لست قادرة على تأكيد ضغوط على بيونغيانغ لتعديل علاقتها بسوريا وإيران

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تحفظت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية كانغ كيونغ هوا في تأكيد أن علاقة كوريا الشمالية مع دول محور مقاومة إسرائيل في المنطقة كسوريا وإيران ستتغير نتيجة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الذي تم في سنغافورة مؤخراً، وبعد التقارب بين النظام الكوري الجنوبي بقيادة الرئيس مون ونظام كوريا الشمالية بقيادة كيم جونغ ايل ولقاءاتهما الأخيرة.
ففي ردها على سؤال لـ«القدس العربي» في ندوة عقدت في «المعهد الملكي للشؤون الدولية» (تشاتهام هاوس) في لندن صباح امس الخميس حول ما إذا كانت كوريا الشمالية تعهدت بإجراء تبدل في علاقاتها مع دول كسوريا وإيران في مقابل علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحلفائهما في العالم قالت كانغ: «لست أملك كرة بلورية لأضرب في مستقبل علاقات كوريا الشمالية مع هذه الدول، ولكن أي اتفاقية ستوّقع مع نظام كوريا الشمالية ستركز على ضبط انتشار الأسلحة النووية بشكل يمنع عدم التجاوز أو التلاعب في تطبيق الاتفاقية».
وعند سؤالها فيما إذا طُلب من نظام كيم جونغ ايل الكوري الشمالي وقف أو تقليص استيراده للبترول والغاز الإيرانيين، أجابت ان نصوص أي اتفاق أمريكي ـ كوري شمالي ستكون واضحة عموما». ولم تشأ إعطاء المزيد من التفاصيل.
غير أن مدير معهد «تشاتهام هاوس» الدكتور روبن نيبليت، الذي ادار الندوة، سألها إذا كانت تعتقد ان قيادة نظام كوريا الشمالية ستتخلى عن أسلحتها النووية وعلاقاتها مع الدول الحليفة لها في المنطقة بهذه السهولة؟ فأجابت: «الحذر دائما ضروري في أي اتفاقيات، ولكن عندما يعلن قائد كيم جونغ ايل امام قادة العالم وامام الشعوب والرأي العام الدولي أنه سيتخلى عن التسلح النووي فهذا يعني ان الأسلحة النووية التي انتجها نظامه حتى الآن سيتم نزعها. والسؤال الرئيسي هو: «كيف سيتم ذلك، وفي أي قالب؟ وما هي التغييرات؟ ولكن المهم ان قائد كوريا الشمالية اختار مساراً جديداً يركز على التنمية الاقتصادية عن طريق الانفتاح نحو العالم عموما وعلى عالم من دول كان منقطعا عن التعامل معها. وهذا العالم كان منغلقا عليه بسبب التوتر السياسي.
ولهذا السبب من الضروري استمرار ممارسة العقوبات الاقتصادية الدولية على هذا النظام حتى تنفيذه لما تعهد القيام به».
ولدى سؤالها عن سبب قرار كيم جونغ ايل اختيار هذا التوجه حالياً وليس في السابق قالت: «لأنه الآن يشعر بطمأنينة أمنية لم يكن يشعر بها سابقاً حيث كان يخشى عداوة بعض أنظمة الدول الكبرى والإقليمية الاسيوية ضده، والآن بعد قدوم رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والاجتماع الذي جرى بين القيادتين في سنغافورة والاجتماع التاريخي بين قيادتي الكوريتين فإن الأمور تغيرت وانتقلت إلى مرحلة جديدة. وتتوافر الآن الدوافع والنيات السياسية التي لم تتوافر سابقاً من الجهات المختلفة».
وأكدت أنها ستتوجه إلى نيويورك الأسبوع المقبل للاجتماع بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو واجراء المزيد من المحادثات مشيرة إلى أهمية العلاقة الوثيقة بين النظام الكوري الجنوبي والولايات المتحدة ومؤكدة عدم وجود بنود في المفاوضات والاتفاقيات لسحب القوات الأمريكية العسكرية من كوريا الجنوبية في هذه المرحلة.
وترددت في الرد على سؤال حول إمكان وجود معارضة وتحفظ لدى الشعب الكوري الشمالي إزاء اتفاقية مع أمريكا في شأن التسلح النووي وخصوصا بعدما تراجعت واشنطن عن اتفاقها مع إيران في هذا المجال الذي وقّع عام 2015. وقالت ان «أي اتفاق مع كوريا الشمالية سيكون اتفاقاً شاملاً وكاملاً ولن يضر بعلاقة كوريا الجنوبية الاقتصادية، وفي مجال استيراد الطاقة، من إيران. وسيكون أيضا ذا فائدة اقتصادية لكوريا الشمالية ولمصالحها».
وكانت كانغ قد عملت سابقا في مناصب رفيعة في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك وآخرها دورها كمستشارة للأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش. وأكدت في المداخلة التي سبقت ردها على الأسئلة ان هدف كوريا الجنوبية وحلفائها (بما فيهم أمريكا) منع انتشار الأسلحة النووية وخلق منطقة خالية من هذه الأسلحة قدر المستطاع خصوصاً في المنطقة المحيطة بالكوريتين.
وأشارت هي ومضيفها الدكتور نيبليت ان أحدا لم يكن يتوقع ان يحدث ما حدث من تطورات بالنسبة للعلاقة مع كوريا الشمالية في الأشهر السبعة الأخيرة. وتمنت أن يحدث مثل هذا التطور الإيجابي في مناطق أخرى من العالم، فالحوار والتفاوض يؤديان إلى مثل هذه الإنجازات، والسياسة الأفضل تتمثل باستمرار الضغوط الاقتصادية والتفاوض المثمر في الوقت عنيه من اجل تحقيق سلام دائم واقتصاد منتج ويجب (برأيها) عدم وقف العقوبات إلى ان تتم خطوات نزع السلاح النووي بالكامل.
وأكدت كانغ ان دور الصين في إنجاح عملية التفاوض بين كوريا الشمالية وأمريكا وكوريا الجنوبية كان دورا رئيسيا وايجابياً إذ قامت بكين بخطوات اقتصادية تجاه كوريا الشمالية واضحة دفعت بنظام كيم جونغ ايل نحو السير في مسار التفاوض وعدم التصلب إزاء هذا المسار.

وزيرة خارجية كوريا الجنوبية: لست قادرة على تأكيد ضغوط على بيونغيانغ لتعديل علاقتها بسوريا وإيران
خلال ندوة لها في «تشاتهام هاوس» في لندن
سمير ناصيف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية