«المنشقون» يعودون إلى «نداء تونس» مع استمرار الصراع بين يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي

حجم الخط
2

تونس – «القدس العربي»: يبدو أن موسم عودة المنشقين إلى حزب «نداء تونس» الحاكم، قد بدأ عمليًا، حيث أعلن المنسق العام لحزب «تونس أولًا» استقالته رسمًيا من الحزب وعودته للحزب الأم، فيما يجري «النداء» مشاورات مكثفة لإقناع بقية قياداته التي شكلت أحزب جديدة للعودة إلى الحزب الحاكم، في وقت أكد فيه محسن مرزوق الأمين العام لحزب «مشروع تونس» أنه مستعد لـ»التحالف» (وليس الانضمام أو الانصهار) مع جميع القوى الوطنية بما فيها «نداء تونس».
وكان رضا بلحاج قدم استقالته من حزب «تونس أولًا» وعودته إلى حزب «نداء تونس»، مشيرًا إلى أن «النداء» يجري مشاورات مع عدد من الشخصيات السياسية المستقيلة من أجل العودة للحزب.
قرار بلحاج لقي رفضًا كبيرًا، وخاصة من قبل شق يوسف الشاهد، حيث عبّر القيادي عبد الرؤوف الخمّاسي عن «رفضه القطعي عودة المنشقين الذي أساؤوا للباجي قائد السبسي وللحزب، وكذلك (…) تحوّل الحزب إلى مزرعة شخصية تُدار بعقلية الاستبداد والتفرّد بالرأي»، في إشارة إلى شق حافظ قائد السبسي.
ودوّن المؤرخ د. عبد اللطيف الحناشي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «القيادي في نداء تونس السيد رؤوف الخماسي يضع فيتو على عودة المنشقين عن «النداء « يأتي ذلك بعد رفع كل من رئيس الجمهورية وحزب النهضة الغطاء السياسي عن السيد يوسف الشاهد. ورغم ذلك يقدم السيد رضا بلحاج استقالته من الحزب الذي أسسه وينضم من جديد لحزب نداء تونس. فهل سيغلق بقية المنشقين أحزابهم ويلتحقون بـ«النداء»؟ننتظرالانعكاسات والتداعيات». وأضاف في تدوينة أخرى تحمل طابعًا تهكّميًا «أبشروا يا توانسة. عودة السيد رضا بلحاج إلى نداء تونس ستؤدي إلى غعادة التوازن المفقود».
ومنذ عودته إلى «النداء» بدأ رضا بالحاج بشن هجوم على شق يوسف الشاهد، حيث اعتبر أن الشاهد يحاول السطو على «نداء تونس» مستعينًا بحركة النهضة، معتبرًا أن الشاهد والنهضة هما المحرك الأساسي للنواب المنشقين الذين أصدروا مؤخرًا بيانًا موقعًا من الهيئة السياسية لنداء تونس دعوا من خلاله إلى عقد مؤتمر الحركة.
من جانب آخر، تتالت الدعوات والجهود المكثفة لإقناع محسن مرزوق الأمين العام لحزب «مشروع تونس» بالعودة إلى «نداء تونس» والقبول بانصهار حزبه الجديد بالحزب الأم، حيث قال الوزير السابق والقيادي في «النداء» في تصريح صحفي «آن الأوان أن يعود محسن مرزوق إلى عائلته السياسة. المبدأ هو أن تبقي في حزبك وتصلح أخطاءه، وتبقى في الدولة وتخدمها رغم كل شيء»، مضيفًا «الأصل أزمة الحكومة والفرع أزمة «نداء تونس»، ومن يريد تغيير المعركة بين يوسفيين جدد وحافظيين جدد، هذا غير معقول»، في إشارة إلى الخلاف المستمر بين يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي.
فيما أكد رضا بلحاج أن محسن مرزق موجود في عملية إعادة هيكلة النداء، مضيفًا أن «هنالك مرحلتين بالنسبة للعائدين لنداء تونس، منها الذين يسعون للعودة فرادى مثلما فعل هو، أو من خلال تحالف متين والعمل في إطار جبهوي مثلما هو الحال مع محسن مرزوق».
ودوّن محسن مرزوق موضحًا آلية التحاقه بحزب «نداء تونس»: «كررنا أكثر من مرة ونعيد التكرار، نحن في حركة مشروع تونس مستعدون للتحالف والعمل المشترك مع كل القوى الوطنية الفاعلة والمؤثرة، بما فيها نداء تونس، لمعالجة مسألة انخرام التوازن السياسي والمساهمة في نهوض بلادنا الاقتصادي والاجتماعي. فالوضع في البلاد خطير ولا تنفع بصدده المقاربات الفئوية الضيقة ولَم تنفع هذه المقاربات أبدًا. واستعدادنا هذا ليس جديدًا، ونحن جديون في التعامل معه لأقصى حد. وهذا القرار أخذته مؤسسات حزبنا وكل خطوات تفعيله، ستنظر فيها مؤسسات حزبنا كعادتنا بشكل ديمقراطي وشفاف وواضح. أما مسالة ما يسمى «بالرجوع» والانصهار إلخ فهذا غير مطروح».
ويعيش صراعًا مستمرًا بين شقي يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي، دفع رئيس الحكومة أخيرًا إلى مهاجمة نجل الرئيس واتهامه بتدمير الحزب، في وقت يواصل فيه البعض دعوة الرئيس الباجي قائد السبسي للتدخل بشكل شخصي لحل هذا الخلاف الذي يرون أنه يهدد مستقبل الحزب الحاكم، فيما تنفي حركة «النهضة» الاتهامات الواردة من قبل شق حافظ حول وقوفها إلى صف الشاهد و»شقه» الجديد ودعمه على حساب الشق الآخر، مشيرة إلى أنها لا تتدخل في الخلاف الداخلي لحليفها السياسي.

«المنشقون» يعودون إلى «نداء تونس» مع استمرار الصراع بين يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي
رضا بلحاج يستقيل ويلتحق بحزبه القديم ومحسن مرزوق مستعد للتحالف معه
حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبود:

    دخل خرج ربي يفرج

  2. يقول Ahmad,USA:

    يبدو ان الديمقراطيه تتطور في تونس وهذه علاماتها ولكن الخوف كل الخوف من منافقين الديمقراطيه والمتربصين بها من المدعومين خارجيا غربا وشرقا فأرجو عدم الثقه بهم لأنهم اثبتوا انهم أفاعي سامه.

إشترك في قائمتنا البريدية