غزة – «القدس العربي»: استعدادا للأحداث المرتقبة في «مخيمات العودة الخمسة» المقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، نفذ جيش الاحتلال عملية توغل برية، في الوقت الذي واصل فيه إجراءات تشديد الحصار على القطاع، والمستمرة منذ أسبوعين.
ودخلت عدة آليات عسكرية وجرافات في منطقة حدودية تقع إلى الشرق من مدينة غزة، وتحديدا قرب «مخيم العودة»، وشرعت بأعمال تسوية وتجريف قرب السياج الأمني، وذلك بغطاء من الطائرات الاستطلاعية التي كانت تحلق في سماء المكان.
وتأتي عملية التوغل في ظل استعدادات جيش الاحتلال للمواجهات التي تندلع بالعادة مساء كل يوم جمعة، ضمن المشاركات الجماهيرية الواسعة في فعاليات «مسيرة العودة»، حيث تقوم تلك القوات في أغلب الأحيان، بوضع أسلاك شائكة، لمنع وصول المتظاهرين إلى مناطق قريبة من السياح الفاصل.
إلى ذلك واصلت سلطات الاحتلال إجراءات تشديد الحصار على سكان غزة، التي بدأت بفرضها قبل أسبوعين، وسمحت فقط بدخول الوقود، دون أن ترفع هذه الإجراءات بشكل كامل.
وتتذرع إسرائيل بأن الأمر مرده استمرار فعاليات «مسيرة العودة»، وكذلك استمرار عمليات إطلاق «الطائرات والبالونات الحارقة»، تجاه أراضيها القريبة من الحدود.
واعتقلت قوات الاحتلال تاجرا فلسطينيا من غزة، لدى مروره عبر معبر بيت حانون «إيرز»، شمال القطاع، وذلك ضمن خطوات بدأتها منذ أشهر شملت التضييق على حركة التجارة من وإلى القطاع.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قد نشر رسالة مصورة، على موقع منسق أعمال حكومته في الأراضي الفلسطينية، موجهة الى أهل قطاع غزة، واستغلها للتحريض على حركة حماس. وجاء في رسالته «أنصح سكان قطاع غزة أن يأخذوا هم المسؤولية عن مستقبلهم، وأن يقولوا للقيادة المتطرفة كفى».
وزعم أن إسرائيل تستطيع توفير 60 ألف عمل بشكل فوري لسكان غزة، لكنه قال «هذا الأمر يتطلب قرارا حاسما والكرة في ملعبكم». كما زعم ليبرمان أن إسرائيل من الممكن أن تكون «شريكا ممتازا» لسكان غزة، وأنه من الممكن أن تحول قطاع غزة إلى «سنغافورة الشرق الأوسط». لكنه اشترط من أجل ذلك «الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في سلام ونزع السلاح في قطاع غزة، وتسوية مسألة الاأسرى والمفقودين».
وطالب ليبرمان سكان غزة ضمن رسالته التحريضية على حماس بـ «الاختيار بين الفقر والبطالة أو العمل والرزق»، وقال مخاطبا «إذا لم تكن قيادتكم مستعدة لهذا، بدلوا القيادة».
وجاءت رسالة ليبرمان على وقع تحركات المبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، بين تل أبيب وغزة، بهدف العمل على استمرار الهدوء على الحدود، ومنع تكرار ما حدث يوم الجمعة الماضي، إذ كادت الأمور أن تصل لحد الدخول في مواجهة عسكرية شاملة.
وكان في وقت سابق من أول من أمس قد التقى برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بعد لقائه في إسرائيل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إلى ذلك نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» وقائع ما حدث في جلسة اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، التي عقدت في نيويورك.
وأشارت إلى أن السفراء في الأمم المتحدة، أدانوا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبوا بوقفه فورا وثمنوا الجهود المصرية وجهود الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشأن، وأعربوا عن أملهم في أن يلبي تقرير الأمين العام بشأن الحماية للسكان المدنيين الفلسطينيين الاحتياجات الفلسطينية الضرورية في هذا الجانب.
يشار إلى أن مجلس الأمن عقد هو الآخر جلسة لمناقشة الأوضاع في المناطق الفلسطينية، وتخللتها كلمة عبر الربط التلفزيوني لميلادينوف، شدد فيها على ضرورة عدم السماح باندلاع حرب في قطاع غزة. وقال إن الأمم المتحدة تعمل على توفير المساعدات الإنسانية للقطاع، وشدد على ضرورة «معالجة القضايا الإنسانية في غزة»، وحل الأزمة الإنسانية، ودعم عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية والمضي في تحسين البنى التحتية في قطاع غزة.
وقال إن عملية خلق فرص عمل تعد أساسيا في قطاع غزة، وطالب بتمويل المساعدات الإنسانية. وأضاف أن عمل الأمم المتحدة منصب على توحيد غزة والضفة الغربية تحت مظلة حكومة ديمقراطية، مضيفا «تحقيق ذلك يعني تفادي التصعيد والتخفيف من معاناة السكان ورفع القيود المفروضة عليهم».