لبنان: تبعات الانقسام الدرزي بين جنبلاط وأرسلان وتأثيراته على الجبل

حجم الخط
0

بيروت- «القدس العربي»: في غياب المعطيات الأكيدة حول مصير التشكيلة الحكومية الموعودة، بقي الاهتمام الداخلي منصباً على تتبّع الانقسام السياسي الدرزي الذي تفاعل نتيجة العقدة الدرزية في تأليف الحكومة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان وتداعياته على أبناء الطائفة ومنطقة الجبل.
وجاء الهجوم المروّع على دروز محافظة السويداء في سوريا ليزيد من حالة الانقسام الجنبلاطي الارسلاني حيث في كل مرة يغمز جنبلاط من قناة النظام السوري محمّلاً إياه مسؤولية معينة خلف هذا الهجوم ، ينبري ارسلان للدفاع عن الرئيس السوري بشار الاسد وعن علاقة دروز جبل العرب بالنظام.
وفي خلال حفل عزاء في دارته في خلدة بضحايا السويداء شارك فيه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وممثلون عن حزب الله والتيار الوطني الحر، رأى أرسلان «أن المجزرة استهدفت من خلال السويداء الدولة السورية بأكملها وهي فصيلة المجازر الصهيونية».وإعتبر أن « دول التحالف المسؤول عن كل نقطة دم بسوريا لا تتوقف عن فضح بعضها البعض في التورط بالتنظيمات الارهابية»، لافتاً الى اننا «لا نستغرب كيف أن الدول المشغلة للمنظمات الارهابية امتنعت حتى عن التنديد بالمذبحة في السويداء»، مضيفاً: «أهلنا في الجولان الصامد يرصدون منذ سنوات التنسيق بين التنظيمات الارهابية والجيش الإسرائيلي».
وكان ارسلان اشار الى « أن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي انطلقوا من مواقع قريبة من التواجد الأمريكي لتنفيذ هجوم السويداء «. وأكد أنه «على تواصل دائم مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي انتصر نتيجة موقفه الثابت والحازم «، معتبراً « أن النائب جنبلاط متآمر على سوريا وعلى الدروز في سوريا «، قائلاً: «جنبلاط مستمر في الاعيبه ضد سوريا وينفذ أجندات خارجية»، مشيراً إلى أن جنبلاط ذهب إلى تركيا وطلب تهجير الدروز من أدلب «.وشدد أرسلان على « أن قانون التجنيد الاجباري لا يستهدف فئة معينة وانما يسري على جميع المواطنين للدفاع عن سوريا»، مؤكداً «أن القرار الدرزي في جبل العرب والجولان وجبل الشيخ واضح وهو الإنتماء القومي والوطني للدولة السورية».
ولاحظ أرسلان أنه «في إجتماع عبيه كان هناك تضليل للمشايخ، لأن الإتفاق كان بأن لا تكون هناك خطابات سياسية»، لافتاً إلى أن «معظم المرجعيات الدينية التي كانت في الإجتماع أبلغتني رفضها كلام جنبلاط ضد دمشق». تزامناً، كان شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن يتلقى التعازي في دار الطائفة الدرزية في فردان التي أمّتها شخصيات سياسية وحزبية تقدمها ممثلو رئيس الجمهورية وممثلو رئيسي المجلس النيابي والحكومة، وغابت عن المناسبة المواقف السياسية.
اما في بلدة الجاهلية ، فقال رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب في كلمة له خلال تقبل التعازي بضحايا السويداء، «ذهبت الى السويداء من يومين واهلها اعطوني الدعم ولم احضر دفناً بل عرساً وهم فقط بحاجة لموقفنا الاخلاقي».ولفت الى «أننا وراء أهل السويداء ومشايخها وهذا موقف مشايخنا في لبنان وسنبقى على هذا الموقف، نتضامن في الموقف واذا احتاجوا لنا نتضامن معهم بالجسد ونذهب الى السويداء أما اعطاء الدروس لهم فهم واعوون وليسوا بحاجة لدروسنا». وأكد وهاب أن «خيار الدروز واضح، خيار الدروز العروبة ولا خيار آخر غيره»، مشيراً الى أن «الجيش السوري بدأ الانتشار منذ يومين في المنطقة الشرقية وترك بعض المواقع المهمة، انتشرت فصائل من الفرقة الرابعة والفرق الأخرى».
وأضاف: «بعض أهلنا في السويداء يقولون نريد السلاح، أنا أقول لهم نظموا أنفسكم والسلاح موجود وهذا أهم حتى لا يصبح السلاح في الشوارع ومصدر ازعاج للآمنين»، معتبراً أنه «خلال اشهر هذه المذبحة ستكون ايذاناً بنهاية تنظيم داعش، وهذا التنظيم قد يستطيع القتل والتخريب لكن هذه المذبحة ستكون بداية نهايته». وجزم وهاب «أننا لا نريد نقاشاً داخلياً يؤدي الى مشكلة داخل الطائفة الدرزية، الخلاف الداخلي ممنوع ولا يوجد شيء لنختلف عليه»، متوجهاً الى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قائلاً: «في السياسة مشاريع وأنت أكثر من تعرف ذلك ولديك معلومات كثيرة، المشروع الذي أراد اسقاط سوريا سقط، يجب أن نقتنع في الساسية لا شيء اسمه حقد واصرار على الموقف، في السياسة هناك عقل ومصالح ناس، هذه العمائم التي سلّمتنا أمانة معينة يجب أن نحفظ الامانة، ونحن دين العقل». أما جنبلاط الذي لم يقم أي حفل عزاء أمس مكتفياً بالمشاركة في المناسبة التضامنية للمشايخ قبل ايام في عبيه، فغرّد خارج موضوع السويداء واختار التكلم عن اطلاق سراح عهد التميمي حيث قال «مهما طال الزمن فان فلسطين كل فلسطين ستتحرر. التحية لبطلة الصمود والتحدي عهد التميمي».

لبنان: تبعات الانقسام الدرزي بين جنبلاط وأرسلان وتأثيراته على الجبل

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية