التعديلات الدستورية ترسي دعائم بنيان سياسي غير ديمقراطي يشرعن لهيمنة المؤسسة العسكرية .. وحجب برنامج باسم يوسف يفيد دعاة الانغلاق

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’ أخبار وموضوعات كثيرة يزاحم بعضها بعضا في صحف أمس الأربعاء 30 أكتوبر من قيام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع بافتتاح التوسعات الجديدة في طريق القاهرة الإسماعيلية إلى الإعلان عن اكتشاف مجموعات إرهابية جديدة والقبض على أعضائها، ومواصلة الجيش والشرطة عملياتها في سيناء ضد الإرهابيين، الى استمرار طلاب الإخوان بجامعة في مظاهراتهم ومحاولاتهم تحطيم محتويات المبنى الإداري، وإلقاء القبض على أربعة من خارج الجامعة تسللوا إليها وإحباط الأمن محاولات تعطيل المرور، وقيام وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان بزيارة الإخوان المحتجزين بأوامر من النيابة في سجن طرة واطمأن على حسن معاملتهم وتنحي هيئة محكمة الجنايات التي كان مقررا لها محاكمة المرشد ونائبيه لاستشعارها الحرج بسبب عدم إحضار المتهمين لثاني مرة، ووفاة اول حالة بانفلونزا الخنازير وأربعة عشر في حوادث طرق، واقترح توجيه الاتهام للإخوان فيها.
وإلى بعض مما عندنا:
ونبدأ بالكاتب عمرو حمزاوي الذي انتقد في ‘الشروق’ امس الوضع في مصر وقال: ‘نعود إلى البدايات: حين ينهار التنظيم الديمقراطي للدولة وللمجتمع أو تحدث ارتدادات كبرى عن مسار التحول الديمقراطي، وذلك هو حال مصر اليوم، تتبلور نظم حكم مسخ تجمع بين سمات صريحة للشمولية وللسلطوية وبين بقايا آليات وإجراءات ديمقراطية تفرغ من الجوهر والمضمون.
سمات كالانتقاص من حريات المواطنات والمواطنين، وانتهاكات لحقوق الإنسان، وغياب للمساءلة وللمحاسبة بشأن سياسات وممارسات مؤسسات الدولة وأجهزتها، وهيمنة للمكون العسكري ــ الأمني يقابلها تعديلات دستورية وجدول زمني للانتخابات البرلمانية والرئاسية وسن لقوانين ذات صلة بالحياة السياسية تروج لها نخب الحكم بحسبانها آليات وإجراءات ديمقراطية.
والحقيقة المريرة هي أن التعديلات الدستورية ترسي دعائم بنيان سياسي غير ديمقراطي يشرعن لهيمنة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية على الدولة والمجتمع والسياسة، والحقيقة المريرة هي أن الهيمنة هذه ستعصف بقواعد تكافؤ الفرص في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وستقضي على ضمانات النزاهة والحيادية، والحقيقة المريرة هي أن القوانين التي تسن تنتقص من حقوق وحريات المواطن وتقيد إلى حد بعيد قدرته على المشاركة المستقلة والفعالة في الشأن العام.
وكالنظم الشمولية والسلطوية، تتورط نظم الحكم المسخ في سياسات وممارسات هدفها الوحيد هو السيطرة على المواطن وإلغاء وجوده كفرد وتحويله إما إلى خائف باستمرار أو مؤيد باستمرار أو باحث عن الانتقام من ‘أعداء الوطن’ أو مشارك فى تشويه وتزييف الوعي’.

مكرم محمد احمد: لا تحجبوا البرنامج

الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد اختار في ‘الاهرام’ التطرق لبرنامج باسم يوسف مطالبا بعدم منعه، وقال: لا أعرف إن كان الاعتذار الذي قدمته محطة cbc عن أداء الإعلامي الساخر باسم يوسف في اولى حلقات عودة برنامجه، يعني أن المحطة تعيد التفكير في الأمر، ام أنه مجرد اعتذار مستحق عن بعض الهنات والأخطاء التي وقع فيها البرنامج، كان يحسن بالساخر باسم يوسف أن يتجنبها، خاصة انها تحررت من الذوق الرفيع الذي تميزت به معظم لقطات البرنامج، وجنحت إلى استخدام الفاظ وإشارات قبيحة وردت على لسان السيدة جماهير التي لاعلاقة لها بالشخصية المصرية لفرط قبحها وسوء ادبها.
أعرف أن للشخصية المصرية عيوبا يحسن مواجهتها بالصراحة والنقد، واعرف أن فن السخرية يتطلب بعض المبالغة من أجل تجسيد المفارقة في صورة هزلية تدعو إلى الضحك، لكن باسم يوسف أخطأ في تصوير عيوب السيدة جماهير، كما أخطأ في الفقرة الختامية لبرنامجه التي صور نفسه خلالها في صورة الفارس الاوحد والمعلم والمحذر والمنبه، ليضع نفسه موضع المؤاخذة والانتقاد الذي يوجهه عادة إلى عدد من زملائه في برامج التوك شو الذين يجنحون في بعض الاحيان إلى المبالغة الفجة، ولا يقدرون قيمة الكلمات التي تصدر عفو الخاطر خلال أدائهم العلني..، وفيما عدا هاتين الملاحظتين، لا يستطيع منصف سوى الانحياز لضرورة استمرار البرنامج في إطاره الساخر واللاذع، دون حاجة إلى الاشارات والتلميحات الجنسية التي ينبغي ان يترفع عنها، لأنه لايحتاجها كثيرا ولأنه لا يكفي لإبراء الذمة ان يعلن باسم يوسف في بداية برنامجه، ان هذه الحلقة للكبار فقط وعلى الذين يستحون أو يخجلون أن يمتنعوا عن المشاهدة!
لقد حوى البرنامج باستثناء هاتين الفقرتين العديد من اللقطات الذكية التي تعبر عن مفارقات مدهشة في سلوكنا وأدائنا تستحق إعادة النظر، خاصة ما يتعلق منها بشطط المبالغة والانفعال الزائد والمفتعل، فضلا عن صناعة النفاق التي لاتزال رائجة في دروب الاعلام رغم وجود اثنين من فراعنة مصر يحاكمان في التوقيت نفسه، ولا أظن ان حجب برنامج باسم يوسف سوف يفيد أحدا سوى دعاة الانغلاق وأنصار الفكر الواحد الذين يساعدون على تربية أبقار مقدسة لا ينبغي نقدها، ويبالغون في التحفظ حماية لأنفسهم من نقد واجب وصحيح.

مراجعات الإخوان

والى الاخواني خفيف الظل حمزة زوبع الذي عاد يوم الأربعاء لممارسة الاعتراف بالأخطاء بقوله في الحرية والعدالة:
‘تنزل الهموم على المرء كالجبال التي قد تطيح به لأنه وبطبيعة البشرية غير مدرك لقوله تعالى: ‘وتلك الأيام نداولها بين الناس’ وكقول الشاعر: ما بين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال أو إلى أحسن حال كما يحلو لي القول دائماً، الهموم والمصاعب جزء من تركيبة الحياة على الأرض، وهي ليست جزءا من تركيبتها في الجنة إن شاء الله، ذلك ان الابتلاء هو الاختبار ومن يعبر يمر حتماً إلى الراحة والسعادة لذا حين سئل أحدهم: متى ترتاح؟ قال الحكيم، في الجنة إن شاء الله لا يمسهم فيها نصب وهم فيها خالدون، الاستسلام لقضاء الله هو ما يجعلك ترتاح نفسياً وتوقن بأن ما كان لك لن يفلتك، وما كان لغيرك لن يأتيك، ولو ظلت عليه قائماً هذا النوع من الإيمان يعطيك دفعة قوية في مواجهة المصائب ويجعلك فوقها ولست تحتها، حين تؤمن بأن القدر وسنة الله غالبة وغلابة يمكنك ساعتها طلب العون من العلي القدير المتحكم في شؤون خلقه وهو عند ظن عبده به، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، لكن هل معنى ذلك الاستسلام لكل مصيبة استسلام المغلوب على أمره كلا البتة، فالمصيبة وإن كانت قدرا إلا أن مغالبتها بعد الايمان بالله والتوكل عليه يحسن التخطيط، والعمل الدؤوب هو من حسن التعامل مع القدر، الأقزام وأصحاب العقول البليدة لا يتعلمون وكيف يتعلمون وهم لا يشعرون بما يدور حولهم ولا يدركون حجم المخاطر التي تحدق بهم أنهم بلا قدرة على الحركة لأن غيرهم يحركهم وهم مستسلمون له استسلام الميت في يد من يغسله وهو بالمناسبة ليس استسلاماً للقدر بل استسلاماً لقوة غيرهم واعترافهم بضعف إمكاناتهم، القوى الحية في المجتمعات هي التي تدرك حقيقة السنن الكونية وتدرك أهمية التعلم من الدروس وجبر الكسور بسرعة إن وقعوا في المشكلات والمصائب التي قد يكونون جزءا من اسبابها’.

خطأ الاخوان الأدب وحسن الخلق

ولكن زوبع تعرض لهجوم غير مباشر لاثنين من الإخوان، الأول هو زميلنا حازم غراب الذي واصل يوم الخميس عدم الاعتراف بأي خطأ للجماعة بقوله ‘الخطأ المتميز هو الأدب وحسن الخلق، الإخوان لم يبادلوا خصومهم السياسيين قط سوءاً بسوء ولا كيدا بكيد، أدب الإخوان وتسامحهم هو ما دعاهم للصفح عمن ساموهم سوء العذاب في الستينيات ‘القومجية وجلاديهم’ ولم ينتقم الإخوان من جلاديهم في السبعينيات ولا من سجنوهم وعذبوهم وصادروا أموالهم في أثناء حكم مبارك وعصابته، واحد من الإخوان هو حلمي الجزار، على سبيل المثال أنقذ حياة أكثر من جلاد عندما حاصر ثورة 25 يناير مبنى جهاز أمن الدولة في مدينة أكتوبر، قارنوا أدب وتسامح وعفة الإخوان وأياديهم البيضاء للمجتمع طيلة الثلاثين سنة الماضية بسلوك خصومهم القومجية واليساريين والليبراليين وبعض قيادات العسكر الحاليين والسابقين.
من يقول قائل أراك تنزه وتمجد الإخوان وكأنهم بلا أخطاء.
وردي الذي يعرفه من اقتربوا مني في دوائر العمل المهني وغيره هو أنني ككثيرين أدرك أن لأفراد في الإخوان وبعض القيادات الإخوانية أخطاء وخطايا ولكن هناك فرق شاسع بين الوقوع في الأخطاء كنتيجة لقله الخبرة وتعمد البعض ارتكابها مع سبق الإصرار، خصومهم والإخوان قوم في غالبيتهم الغالبة رجاعون عن الخطأ، السبب الرئيسي هو انضباط المدرسة الأخلاقية والسياسية عند الإخوان بمنهج وسطي في فهم الدين، أما تلك المدرسة عند غيرهم فترتبط مثلا بفكرة عنصرية إقصائية كالقومية العربية أو بقيادات لا تقيم اعتبارا كبيرا للدين، هذا إن لم تحاربه’.

لا رجوع

والاخواني الثاني زميلنا محمد كمال فقال يوم السبت في الحرية والعدالة:
‘لم تصل الرسائل إلى السيسي مع تزايد الشهداء والمعتقلين والجرحى والمطاردين بأنه لا رجوع؟، ألم يتيقن أنه أخطأ خطيئة عمره التي تحتاج لخبير ياباني ليعرفه كيف يكفر عن خطئه بالانتحار على الطريقة اليابانية البشعة؟!، ألا يشعر الانقلابيون بالخزي حين ترعاهم ‘أمريكا’ في السر ثم تخشى الإعلان عن تأييدهم كأنهم جرب سيلحق بجسد أوباما؟ هل هذه دولة؟ هل هؤلاء رجال؟ هل نجلس مع طغمة فاسدة موحولة لنمنحهم شرف الاعتراف بهم وننجو من عذابهم ونسقط شعبنا وأمتنا في براثنهم إلى الأبد؟ ويقول لنا أصدقاؤنا تذكروا ‘الأمن القومي’ المهدد بسبب تشرذم الجيش نقول لهم إن التهديد الحقيقي هو في بقاء قيادة عسكرية تغامر بجيش الوطن من أجل نزوات الحكم وما لم نردعها اليوم فسيظل أمننا مهدد لصالح الصهاينة، صوت العقل في هدم دولة الظلم والفساد والخيانة لنبني مصر التقدم والأمان، صوت العقل في خفقة قلب الشهيد وقطرة دم الجريح وظلمة زنزنة الحبيس ووحدة وغربة الطريد، صوت العقل هو صوت الشباب المبرأ من الهوى، تقدموا يا شباب ونحن وراءكم’.

اشادة بحزب النور

وإلى المعارك والردود المتنوعة ونبدأها من ‘الشروق’ يوم الأحد مع رئيس تحريرها التنفيذي زميلنا وصديقنا عماد الدين حسين وقوله عن حزب النور السلفي والإخوان:
‘مقارنة بالأداء السياسي لجماعة الإخوان منذ 25 يناير 2011م وحتى الآن فإنه ينبغي الإشادة بأداء حزب النور السلفي وقادته، وفي الوقت نفسه فعلى الحزب أن يحذر الوقوع في الخطأ القاتل الذي وقع فيه الإخوان فيخسر كل شيء، رأينا موقفاً ناضجاً لحزب النور في سياسات الإخوان خلال عام حكم مرسي بل ورأينا تأييداً لمطالب ثورة 30 يونيو وكانت المفاجأة أن حزب النور كان جزءا أساسياً من مشهد يوم 3 يوليو حينما تم عزل مرسي الأمر الذي حرم الإخوان من الزعم بأن ما حدث كان موجهاً ضد الإسلام، الطبيعي أن حزب النور يتعرض لحملة إخوانية شرسة بتهمة الخيانة، والطبيعي أن بعض أعضاء الحزب قد لا يحبون الموقف الذي اتخذه الحزب من الأزمة، والمؤكد ان الحزب لا يستطيع أن ينفصل عن قاعدته الجماهيرية حتى لا يجد نفسه مجرد مجموعة من القادة بلا جماهير على الأرض، في هذا الإطار يمكن تفهم موقف الحزب من المادة 219 المثيرة للجدل، غالبية الشعب صار ينظر بصورة سلبية لكل التيار الإسلامي وبالتالي فإن وصول شعور غالبية المواطنين بأن حزب النور أو التيار السلفي يمارس عملية ابتزاز سياسي سيزيد الأمور تعقيداً، يفترض أن التيار السلفي أدرك ان المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو هتفوا ضد التجارة بالدين، وإذا كانوا يقصدون الإخوان بهذا الأمر فإنهم يقصدون أيضاً أي حزب أو تيار سيكرر هذا الأمر’.

سقوط الانقلاب

ونستمع في الحرية والعدالة لصاحبنا الإخواني إيهاب فوزي وهو يخوض معركة قال فيها:
‘باختصار ومن الآخر سقط الانقلاب سياسياً في الداخل، حكومة فلول ولصوص ومجرمين وفشل ذريع في كل المجالات ولم يعترف به أي فصيل وطني في الداخل، سقط سياسياً في الخارج على الرغم من محاولة التجميل والتسويق وعدم اعتراف دولي بالحكومة اللقيطة والانقلاب الفاشي على الشعب، سقط اقتصادياً، انخفاض الاحتياطي النقدي، غلاء الأسعار بشكل جنوني تراجع الواردات، هروب المستثمرين، توقف كثير من المشروعات وتسريح العمالة، سقط فئوياً جميع فئات المجتمع تشكل تحركات ثورية ضد الانقلاب، فالحشود المناهضة تتزايد يوما بعد يوم، سقط دستورياً بلجنة من السكارى والحشاشين والقوادين والروييضة والمنافقين وبقايا النظام البائد وقوانين وقرارات من حكومة الانقلاب تفتقد لأي شرعية دستورية أو شعبية أو حتى ثورية، فشل في الحفاظ على الدعم الخارجي فها هي أموال الخليج بدأت ‘تقطع’ تمهيداً لقطعها نهائياً’.
ورد عليه صاحبنا الوفدي كامل عبدالفتاح في اليوم نفسه قائلاً:
‘من يدرس عقلية ونفسية الإخوان والسلفيين سيدرك أن السواد الأعظم منهم أسير مجموعة من الشهوات، شهوة المال، شهوة السلطة، شهوة الجنس، شهوة الكذب شهوة كراهية الأغيار، وأي كائن يكون أسيراً لشهوات كتلك يصاب بالجنون إذا فقدها، ويكون رد فعله في الغالب بنفس درجة قوة وعنف الشهوة التي سكنته ولذلك فتاريخ الجماعات المتطرفة عبارة عن سلسلة من العنف تفكيرا وتكفيرا وقتلا وتدميرا، وقد وصفهم ابن خلدون بأعداء العمران وتتساوى كل ألوانهم الظلامية عند فقد الشهوة ولذلك وجدنا عصام العريان القيادي الإخواني في خندق واحد مع عاصم عبدالماجد القيادي السلفي، والأرضية المشتركة بينهما التحريض على العنف والكراهية واحتقار معنى الدولة، وما أثق به أن معظم قيادات حزب النور والجماعة الإسلامية والكثيرين من أطياف تيارات الإسلام السياسي إن لم يكونوا على نفس الدرجة من العداء للمجتمع الحديث، ولمبادئ الدولة المدنية فإنهم بلا استثناء مؤهلون للتحول الطبيعي باتجاه تبني قيم العنف والكراهية لكل ما له صلة بالحضارة الإنسانية والعصر الحديث’.
ثم نتجه من الوفد إلى صوت الأمة لنكون مع كاتبها الساخر محمد الرفاعي وهو يداعب الإخوان والرئيس الأمريكي أوباما بقوله:
‘لا أحد في بر مصر التي تتكوم في الشوارع الآن تكويمة الفراخ الفطسانة في القفص، توقف امام تصريحات الجنرال هيوشيلون التي نشرتها الصحف الأمريكية وليست المصرية، عشان مافيش حد عامل دماغ جامدة يقولك بنقدي عليهم، تلك التصريحات التي أكد فيها ان الحاج محمد أوباما حفيد الحاج كونتاكتي قد تآمر لزعزعة استقرار مصر والبحرين ولو استمر حكم الراجل اللي لابس الحلة فوق نافوخه وواقف قدام المراية يغني أنا بتاع الشرعية لتحولت مصر الى سورية أخرى وتم تدمير الجيش المصري تماماً لا أحد توقف أمام تلك التصريحات الكارثية والتي سارعت أمريكا بنفيها على طريقة حرامية الغسيل والجزم لا إخوانا بتوع معامل التحليل السيسي المضروبة اللي هرشوا دماغنا من كتر الرزع والخبط ولا بتوع المزاج العالي، واديني سرنجة يا شلوفة، واركب الحلوفة، لكن الجميع بسم الله ما شاء الله بتوع معامل التحليل السياسي وبتوع مراكز التأهيل المهني الاستراتيجية، توقفوا امام كلمة المحروق أوباما امام الأمم المتحدة وأقاموا سرادقات الاحتفال، ان الحاج أوباما المخلص الأمريكي ربنا يكرمه ويهدي سره مع المدام بدل بهدلة المحاكم قد اعترف أخيراً أن ما يحدث في مصر كان ثورة شعبية ثم هرش في ودانه اللي شبه ودان ميكي ماوس واعتذر عن الحمورية التي ركبها وشرخ قبل ان يفهم الموضوع، ثم حمد الله كثيرا على انه رفع الغشاوة عن عينه وأنار بصيرته وجعله يرى الحق حقاً، ولا أحد أيضاً، توقف أمام تهديدات المحروق أوباما في نفس الكلمة، بدأ يلوح الآن مرة أخرى بالمساعدات العسكرية لمصر ما حدش جدع قال له يا شيخ اتنيل على عينك وشوف الفضايح التي أنت شايلها في قفة على دماغك وسارح بيها في الدنيا ولا الغازية اللي بتضرب الودع.
فلا تحدثنا ياوش الإجرام أنت عن الديمقراطية، ولا تهددنا يا بلطجي العالم القبيح فنحن لا نخاف منك، ولا نحتاج معونتك التي تلهف نصفها’.

التحدي الأكبر لمصر الإسلامية

وإلى صاحبنا الإخواني محمود شنب، الذي شن يوم الثلاثاء في الشعب لسان حال حزب العمل الجديد والتي يتم طباعتها في الأهرام ويقوم بتوزيعها في الأسواق هجوما كاسحاً ضد السيسي والقادة العسكريين، قال:
‘احتقرت كثيرا تفكير القادة العسكريين إذا ما كانوا على هذا النحو المتدني والمخزي للسيسي وهل بمثل هؤلاء القادة يمكن أن نواجه إسرائيل أو أي تهديد خارجي؟! إذ كيف يقف قادة ورتب وجهابذة عسكريون تلاميذ صغار ويرغمونهم على سماع أغنية تمجد في زعيم العصابة؟!، فالديوث الذي لا يغار على عرضه والتيس المستعار هو الذي يعمل لدى السيسي في وظيفة ‘المحلل’ الساقط عديم الأخلاق، في كل هذه الأجواء الموبوءة لا أعرف كي يرفع السيسي رأسه وهو يحمل كل هذا العار!!، بل كيف ينظر في وجوه من حوله بعيونه الوقحة التي تستحق التصفية وبعقله الذي أشبه بالبيادة ويستحق الإبادة؟!، إن هذه العصابة تمثل اليوم أكبر تحد لمصر الإسلامية لذلك فلا سبيل أمامنا غير المقاومة والتحدي والصمود ولا تفكير في المهادنة أو المصالحة أو الركون إلى الظلم وقبول الأمر الواقع ولو بقي في مصر شخص واحد فسيحتفظ هذا الشخص بالبصقة الأخيرة التي سوف يقذف بها في وجه هذا المجرم اللعين في الوقت المناسب، إن السيسي يمثل زهرة الخيانة التي أينعت وبدأت تلقي ببذورها الملعونة على كل نواحي الحياة في مصر وعلينا جميعاً أن نمنع هذه البذور من الانبات، فالسيسي وفق المخطط الصهيوني الأمريكي، مكلف بتمزيق مصر وهتك عرضها بصورة إجرامية، وفي وقت بسيط جداً استطاع هذا الإرهابي أن يحدث شروخاً هائلة في المجتمع المصري’.
ثم نتحول إلى أهرام نفس اليوم الثلاثاء لنكون مع زميلنا وصديقنا أشرف العشري، الذي كان عنوان مقاله مرسي في القفص، نهاية عصابة’، وهو تحوير لعنوان الفيلم السينمائي شنبو في المصيدة، بطولة يوسف وهبي وفؤاد المهندس وشويكار، قال فيه وعينيه تبرقان من الفرحة:
‘الغالبية من المصريين باتوا يتحرقون شوقاً وترقباً وصولاً إلى بلوغ اللحظة التي ستدغدغ فيها المشاعر بعلامات الرضا والارتياح لرئيس قاتل ورمز لجماعة هددت بإحراق البلاد وفجرت في خصومتها مع الشعب والدولة ففعلت، الرئيس هو المخادع محمد مرسي والجماعة هي جماعة الإخوان الإرهابيين أنصار سياسة الأرض المحروقة في مصر بعد أن تمادوا في شطط التخريب والتفجير والتدمير والقتل بعقلية الفاشست، فأنظر حولك ماذا يفعل الإخوان والطابور الخامس من التيارات الإرهابية أعداء هذا الوطن، أنصار وحلفاء القاعدة، وأخواتها وغلاة التنظيمات الدموية على تنوعها وفجورها سواء في سيناء مرورا بمحافظات القناة وصولا الى القاهرة والإسكندرية وفوضى كل يوم في الجامعات للتخريب من قبل المرتزقة، حقاً الاثنين المقبل سيكون المصريون ومرسي على موعد مع القدر ربما تكون صورة الرئيس في القفص لم تعد جديدة خاطفة تهز كيان المصريين بعد أن كان مبارك السابقة الأولى في حياة هذا الوطن’.

الهجرة من حي الجمالية

أما آخر المعارك، فهي حقيقية، لا بالكلام ودارت ضد الإخوان في حي الجمالية بالقاهرة الذي يضم الأزهر ومسجد سيدنا الحسين، ومسقط رأس السياسي فقد نشرت الوطن في ذات اليوم تحقيقاً لزميلتنا الجميلة شيماء جلهوم عما يعانيه من تبقى من الإخوان في الحي بعد أن هاجر منه عدد كبير منهم، وجاء في التحقيق:
‘هجرة إخوان الجمالية كانت على جزئين بعضهم هجر المكان والآخر هجر السياسة كلها، بحسب ‘سيد جبر’ أمين المحليات بحزب ‘الحرية والعدالة’ الذي فاجأه التغير الرهيب حسب وصفه، الذي أصاب أهالي الجمالية بعد 30 يونيو وكيف تغيرت معاملتهم للإخوان بعدما وصفه بـ’الانقلاب’، لا يصدق الشتائم التي يوجهها له أهالي الجمالية يومياً في طريقه إلى عمله، وهاله رفض رفاق المسجد تحيته بعد صلاة الجمعة بل رفض بعضهم رد السلام في الطرقات:
‘نسيوا رصف الطرق ونسيوا لما كان حد فيهم بيته يحتاج سباك أو كهربائي كان بيتصل بينا إحنا عشان ننجده، نسيوا سيارات الأنابيب اللي كنا بنسهر للفجر عشان نوزعها، مازال في الحي بقية تذكر من الإخوان المسلمين لا يجدون لهم مكاناً في منطقة شعبية خرج منها بعدما قرروا مقاطعتهم بحسب مصطفى خليل أحد سكان الحي: ‘بيعايرونا بالخدمات اللي كانوا بياخدوا قدامها أصواتنا ونسيوا أنهم دمروا البلد ما حدش في الجمالية ولا المنشية طايق يشوف إخواني أحسن لهم يرحلوا’ إبراهيم داود أمين حزب الحرية والعدالة بالجمالية كان أحد المهاجرين من المنطقة، برر مغادرته: ‘سبت المكان عشان غيرت شغلي ورحت مكان تاني وسكنت جنب الشغل وما حدش له عندي حاجة’، ليس داود وحده، بحسب ‘خ، ش’ الشاب الإخواني الذي أكد: ‘فيه كتير من الإخوان سابوا الجمالية بعد الثورة بسبب المضايقات واختاروا أماكن بعيدة ومنعزلة ما حدش يعرفهم فيها ليس خوفاً من مضايقات الشرطة ولكن هروباً من ألسنة الناس’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول HASSAN MOAWAD:

    This is exactly what we expected. Instead of looking for what unites the Islamists and the liberals we courted the military

إشترك في قائمتنا البريدية