غزة ـ الناصرة ـ «القدس العربي» ـ من أشرف الهور ووديع عواودة: في الوقت الذي تتواصل فيه ردود افعال الطائفة الدرزية لاسيما في أوساط ضباط الجيش وتقديم البعض منهم استقالته، استأنف حزب «ميرتس» اليساري الصهيوني في محكمة العدل العليا الإسرائيلية، ضد «قانون القومية» العنصري الذي أقره الكنيست قبل نحو اسبوعين بدعوى أنه غير دستوري، ويتناقض مع مبدأ المساواة.
وجاء في الاستئناف ان هذا القانون يتعارض مع قانون أساس كرامة الإنسان وحريته: «لم يسبق أن عرف العالم حماية دستورية للتمييز على أساس عرقي أو ديني أو جنسي».
وقالت رئيسة حزب «ميرتس» تمار زاندبيرغ، «لا يمكن استبدال المبادئ الأساسية التي قامت على اساسها دولة إسرائيل من المساواة إلى العنصرية من أجل مساومة سياسية». وأضافت أن «رئيس الوزراء قرر تصنيف مواطني إسرائيل الى درجات دون أدنى خجل».
واستطردت: «لا يجب تعديل قانون القومية ولا يمكن تخفيف حدته، لا يمكن تصحيح العنصرية، بل يجب شطبها بكل بساطة، هذا القانون يحارب دولة إسرائيل، كما عهدناها، قانون كهذا يجب إلقاؤه في سلة مهملات التاريخ».
وقال عضو الكنيست النائب العربي عيساوي فريج، عن حزب «ميرتس» إن الاستئناف امام المحكمة العليا ضد القانون ليس باسم الدروز ولا باسم العرب او باسم اليهود، انه باسم كل مواطني إسرائيل الذين يتوقون الى الديمقراطية ولا يزالوا يؤمنون بها، اولئك الذين يؤمنون بالمساواة دون اعتبار للدين او العرق او الجنس او القومية».
إلى ذلك أعلن بعض الضباط في جيش الاحتلال من الطائفة الدرزية أمس عن استقالتهم من الخدمة العسكرية، احتجاجا على «قانون القومية». من هؤلاء الضابط شادي زيدان الذي يخدم منذ خمس سنوات، وكتب على صفحته على موقع فيسبوك أنه عرض حياته للخطر من أجل الدولة، ووقف بفخر أمام علمها كما أنشد نشيدها القومي لأنه كان واثقا من أن هذه دولته وأنه متساو مع الجميع، ولكنه رفض اليوم، للمرة الأولى في الخدمة العسكرية، تحية العلم، ورفض للمرة الأولى إنشاد النشيد الوطني. واوضح أيضا أنه ليس مسيسا ولا يكترث للسياسة، ولكنه مواطن مثل الجميع، وتبين له في نهاية المطاف أنه مواطن من الدرجة الثانية. وأعلن أنه يرفض ذلك، وينضم إلى النضال ضد قانون القومية، ولذلك قرر وقف خدمته للدولة.
وتبعه ضابط آخر هو أمير جمال من قرية يركا في الجليل من وحدة الإمدادات كان أعلن عن انسحابه من جيش الاحتلال احتجاجا على القانون. وكتب في صفحته على «فيسبوك»، قبل أن يمحو ذلك لاحقا، أنه سينسحب من الخدمة في الجيش الإسرائيلي. كما طالب قادة الطائفة بدعوة الشباب لرفض التجنيد الإلزامي والعمل على وقف الخدمة الإلزامية للدروز. ونوه إنه قرر بعد تفكير ملي راى أن يعبر عن رأيه بـ»قانون القومية»، في رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.