لندن ـ “القدس العربي”: قالت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية أنّ الرئيس السوري بشار الأسد، طبّق الدرس الأساسي الذي تعلّمه من والده حافظ الأسد، القائل “لا ينبغي للشعب أن يكون قادراً على تخيّل العالم من دونك، ففي اللحظة التي يفعلون بها ذلك، ينتهي أمرك”، مؤكدة انّ الحرب التي مضى على اندلاعها أكثر من 7 سنوات بهدف إنقاذ حكم “العائلة” حققت نجاحاً كبيراً من وجهة نظر الأسد، فهو من حاول استخدام الحرب لتحويل نفسه إلى زعيم المنطقة الذي لا غنى عنه برأي المجلة .
وفي إطار مساعي موسكو الرامية إلى حصد أرباح تدخلها في سوريا، يصّور الروس بقاء الاسد بأنه أساسي للقضاء على الارهاب وعودة النازحين، والدفاع عن إسرائيل، التي باتت قادرة على تقبّل انتصار الأسد، واستقرار الجولان المحتل.
و ذكّرت “ذا اتلانتك ” بأنّ وزير الخارجية الأمريكي، هنري كيسنجر، الملقّب بثعلب الديبلوماسية، أقنع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في العام 1973، بـ”إعطاء” الأسد الأب القنيطرة بالإضافة إلى عدد من البلدات المحيطة بها، نظراً إلى أنّ ذلك كان “أساسياً لبقاء الأسد السياسي في بلاده”. وبعد 44 عاماً، ترى المجلة أنّ موسكو تلعب دور الوسيط اليوم، و أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلعب دور كيسنجر اليوم.
وحذرت المجلة الاسد، من بقاءه في السلطة تحقق بفضل دعم روسيا وإيران لأن لكل منهما أجندة وحسابات بعيدة عنه وعن سوريا، مشيرة الى تساؤل الباحث في كلية فليتشر للحقوق والديبلوماسية في جامعة تافتس الأمريكية نديم شحادة: “إذا فاوض الروس الإسرائيليين مباشرة، ما حاجتهم للأسد ؟”
بينما وصف خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية، التراجع الايراني في سوريا بالخطوة التكتيكية، مؤكداً أنّ طهران لن تتخلى عن وجودها بسهولة ولن تفعل ما تريده موسكو ارضاء لاسرائيل.
وتوقعت المجلة في خلاصة تقريرها ان يستمر الأسد باظهار نفسه على أنّه أحد أعمدة المقاومة وان نظامه هو الركن الأساسي لجهود موسكو الهادفة إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط والعالم.
كل مواطن عربي يعلم بأن بشار الاسد الآن فعليا على أرض الواقع لا يملك من أمره شيء وهو ليس صاحب قرار ولا يسجل له أي انتصار تماما مثل ما كان أميل لحود رئيس لبنان عبارة عن واجهة في زمن الوصاية السورية على لبنان حيث كان في حينها ضابط في الجيش السوري برتبة ملازم أقوى على الأرض من وزير الدفاع اللبناني وهذا ما فات أن تذكره مجلة ” ذا أتلانتيك. ما علينا