هكذا خططت السعودية والإمارات لغزو قطر.. كيف تراجع بن سلمان وجن جنون بن زايد

حجم الخط
7

لندن ـ “القدس العربي”:

كشف موقع “انترسيبت” معلومات مثيرة عن خطة سعودية وإماراتية لغزو قطر قبل إعلان حصارها قبل أكثر من عام.

و كتب الموقع أنه بعد مرور 13 ساعة على إجراء وزير الخارجية الأميركي – ريكس تيلرسون – مكالمة هاتفية مع نظيره البريطاني ، أدان فيها محاولة الإغتيال التي جرت على الاراضي البريطانية ، ووجهت أصابع الاتهام الى جهاز المخابرات الروسية ، تمت إقالته من منصبه عبر تغريدة سطرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حسابه في تويتر.

من الواضح بأنه قال شيئًا أثار حفيظة ترامب حينما صرح تيلرسون :”لدي ثقة مطلقة في سير تحقيقات المملكة المتحدة ونتائجها التي تشير بأن روسيا هي المسؤولة على الأرجح في عملية الاغتيال.” وكانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض (سارة ساندرز) قد وصفت الهجوم بأنه “طائش ، وعشوائي ، وغير مسؤول” ، لكنها توقفت عن إلقاء اللوم على روسيا ، مما دفع العديد من وسائل الإعلام إلى التكهن بأن إقالة تيلرسون كانت بسبب انتقاده روسيا.

وفي الأشهر التي تلت إقالته ، أشارت تقارير صحفية بقوة إلى أن الدول التي كانت تمارس الضغوط الأعظم لإقالة تيلرسون ، كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، وكلاهما كان محبطًا بسبب محاولات تيلرسون للتوسط وإنهاء حصار قطر. وقد أشار إحدى التقارير في صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن سفير الإمارات لدى واشنطن كان يعلم بأن تيلرسون تبقى له ثلاثة أشهر في منصبه قبل إقالته في آذار / مارس. هذا وقد علمت صحيفة (The Intercept) بأن اللقاء التلفزيوني مع تيلرسون الذي لم يصرح به مسبقاً ، هو ما أوقد نيران الغضب لدى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ، ولعب البلدان بالتالي دورا رئيسيا في التسبب بإقالته.

هذا وفي صيف عام 2017 ، وقبل بضعة أشهر من بدء حلفاء ترامب في الخليج الضغط من أجل الإطاحة به ، تدخل تيلرسون لوقف خطة سرية وضعتها السعودية ، ومدعومة من قبل الإمارات لغزو قطر ، وفقاً لمعلومات قدمها عضو لا يزال على رأس عمله في جهاز المخابرات الأمريكية . وهو ما أكده إثنان من المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية ، رافضين ذكر اسمه مشيرين إلى حساسية الموضوع.

وفي الأيام والأسابيع التي تلت قيام السعودية والإمارات ومصر والبحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وأغلاق حدودها البرية والبحرية والجوية أمام القطريين ، أجرى تيلرسون سلسلة من المكالمات الهاتفية التي تحث المسؤولين السعوديين على عدم اللجوء إلى القوة العسكرية ضد قطر. وتم نشر فحوى هذه المكالمات في حزيران / يونيو 2017 ، والتصريحات الرسمية في وزارة الخارجية وتقارير صحفية في ذلك الوقت وصفتها بأنها جزءاً من جهود ديبلوماسية واسعة النطاق لحل أزمة الخليج ، وليس كمحاولة من قبل تيلرسون لحث السعودية على تجنب الخيار العسكري.

ضغوط تيرلسون

وفي المكالمات ، حث تيلرسون – الذي لديه علاقات قديمة مع الحكومة القطرية كونه الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل – العاهل السعودي سلمان ، ونائب ولي العهد آنذاك الأمير محمد بن سلمان ، ووزير الخارجية عادل الجبير على عدم مهاجمة قطر أو تصعيد الأعمال العدائية. كما شجع تيلرسون وزير الدفاع (جيم ماتيس) على استدعاء نظيره في المملكة العربية السعودية لشرح المخاطر المترتبه عن هذا الغزو المحتمل. وأشار مراراً الى قاعدة العُديد الجوية بالقرب من الدوحة ، عاصمة قطر ، وهي المقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية في الخليج ومقر لنحو 10 آلاف جندي أمريكي. تسببت ضغوط تيلرسون في دفع محمد بن سلمان – الحاكم الفعلي للبلاد – الى التراجع عن هذه المغامرة ، وشدد على أن الغزو سيضر بالعلاقات السعودية الطويلة الأمد مع الولايات المتحدة. وأثار تدخل تيلرسون غضب محمد بن زايد ، ولي عهد أبو ظبي ، وكذلك محمد بن سلمان ، وفقاً لمسؤول استخباراتي أميركي ومصدر مقرب من العائلة الحاكمة الإماراتية ، الذي رفض الكشف عن هويته ، مشيراً إلى مخاوف بشأن سلامته.

في وقت لاحق من ذلك العام ، في حزيران / يونيو ، سيُسمى محمد بن سلمان وليًا للعهد ، متجاوزاً إبن عمه – محمد بن نايف – ليصبح التالي في الصف للعرش بعد والده المسن. وعزز صعوده نفوذه المتنامي في شؤون المملكة ككل.

تفاصيل الخطة

ومن جانب آخر اكتشف عملاء مخابرات قطريون يعملون داخل المملكة العربية السعودية الخطة في أوائل صيف عام 2017 ، وفقاً لمسؤول في المخابرات الأمريكية ، وهو ما دفع تيلرسون للتدخل بعد أن أبلغته الحكومة القطرية والسفارة الأمريكية في الدوحة ، وهو ما أكدته بعد بضعة أشهر تقارير إستخباراتية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حول وجود خطة الغزو.

الغزو وضعت خطته من قبل أمراء سعوديين وإماراتيين ، وكان من المحتمل أن يتم تنفيذه بعد بضعة أسابيع من الانتهاء من التخطيط ، بحيث تجتاز القوات البرية السعودية الحدود البرية مع قطر ، وبدعم عسكري من الإمارات العربية المتحدة ، وتتوغل داخل الأراضي القطرية نحو 70 ميلاً للسيطرة على العاصمة.

وفي 20 حزيران / يونيو ، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية (هيذر ناويرت) للصحفيين إن تيلرسون قد أجرى أكثر من 20 مكالمة واجتماعًا مع ممثلين خليجيين وغيرهم من الجهات الإقليمية المعنية بالأزمة الخليجية ، بما في ذلك ثلاث مكالمات هاتفية واجتماعين مع وزير الخارجية السعودي. وقالت: “كلما مر الوقت ، كلما زادت الشكوك حول النوايا العسكرية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة “.

وقد قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ”انترسبت” الأسبوع الماضي إنه: “طوال النزاع ، التزمت جميع الأطراف صراحة بعدم اللجوء إلى العنف أو العمل العسكري”.

هذا ولم يستجب تيليرسون – من خلال الاتصال بمساعده الشخصي – لطلبات عديدة لإجراء مقابلات معه لمعرفة المزيد. وصرح المتحدث باسم البنتاغون اللفتنانت (ريبيكا ريباريتش – للإنترسيبت) إنه على الرغم من أن وزير الدفاع (ماتيس) اجتمع بانتظام مع وزارة الخارجية ، فإن “تفاصيل تلك الاجتماعات سرية”. وقال ريبريتش: “أوضحت وزارة الدفاع أن الانقسام المستمر في الخليج يعرض الأولويات الأمنية الإقليمية المتبادلة للخطر ونشجع جميع الأطراف على السعي لحلها”. “ومن الأهمية بمكان أن يستعيد مجلس التعاون الخليجي تماسكه وعودة جميع دول الخليج إلى التعاون المتبادل من خلال حل سلمي يوفر الاستقرار والازدهار الإقليمي للجميع”. هذا ولم يستجب المتحدثون الرسميون لسفارتي السعودية والإمارات لطلبات عديدة للتعليق وهو ما رفض القيام به أيضاً المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن. وبالتالي لم يتم تقديم أي من المعلومات الواردة في هذه القصة من قبل مسؤولين حكوميين قطريين أو استشاريين في العلاقات العامة المدفوعة الأجر. ويقول (أليكس) : تطرح خطة الغزو تساؤلات حول النزعة العدوانية لاثنين من أقرب حلفاء الولايات المتحدة ومن أهم عملاء الأسلحة لديها ، وفي السنوات الأخيرة، أظهر البلدان (السعودية والإمارات) استعداداً لاستخدام القوة العسكرية لإعادة تشكيل السياسة على أهوائهم الشخصية في الخليج ، وشنهم حرباً لا تزال جارية ومن ثلاث سنوات لتدمير اليمن.

وقال روبرت مالي، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات والمستشار البارز السابق لشؤون الشرق الأوسط للرئيس باراك أوباما ، إنه منذ صيف عام 2017 ، أخبره المسؤولون القطريون مراراً بأن بلادهم تعرضت للتهديد بالغزو من قبل السعودية والإمارات : وليس هنالك من شك بأن كبار المسؤولين القطريين الذين تحدثت إليهم كانوا مقتنعين بأن السعودية والإمارات العربية المتحدة كانتا تخططان للهجوم العسكري على بلادهم وهو ما تم التراجع عنه نتيجة للتدخل الأمريكي”.

ومن جانبه تباينت محاولات تيلرسون لتهدئة الصراع في الخليج نتيجة للعديد من الإشارات المرسلة من البيت الأبيض ، فقد أعطى ترامب الضوء الأخضرللحصار، قبل أن يتراجع في موقفه.

كوشنر .. العامل المشترك الأكبر دوماً

ووفقًا لأحد التقارير الإخبارية ، شعر تيلرسون بالإحباط من البيت الأبيض ، وشكك مساعدوه في أن مضمون تصريحات ترامب بذات الشأن قد صاغها سفير الإمارات لدى واشنطن – يوسف العتيبة – وهو لاعب قوي في العاصمة ولديه (خط اتصال ساخن) من خلال الهاتف والبريد الإلكتروني مع صهر ترامب (جاريد كوشنر) ، كما يقول موقع ” بوليتيكو”.

في ذلك الوقت ، كان كوشنر يتعامل شخصياً مع الكثيرين من ديبلوماسيي دول الخليج ، وكان قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يختارون المرور به بدلاً من المرور عبر القنوات الرسمية كمؤسسات الدفاع أو المخابرات الأمريكية. هذا وتواصل كوشنر مباشرة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والإماراتي محمد بن زايد باستخدام خدمة الرسائل المشفرة عبر تطبيق “واتس آب”.

ويتوقع بعض المراقبين الخليجيين أن الحافز للغزو المخطط له ربما كان جزئياً ماليا. يعتمد نظام الرفاهية في المملكة العربية السعودية “من المهد إلى اللحد” على أسعار النفط المرتفعة ، التي تراجعت في عام 2014 ولم تنتعش كما هو مطلوب. ومنذ وصول الملك الحالي إلى السلطة في عام 2015 ، أنفقت البلاد أكثر من ثلث احتياطياتها البالغة 737 مليار دولار ، وفي العام الماضي ، دخل الاقتصاد السعودي في حالة ركود مؤلمة ، ونتيجة لذلك ، بحثت الحكومة عن طرق لجمع الأموال ، بما في ذلك بيع أسهم في شركة النفط المملوكة للدولة، أرامكو.

وقال بروس ريدل ، وهو زميل بارز بمعهد بروكينغز وضابط خدم في وكالة الاستخبارات المركزية لمدة 30 سنة، في محاضرة في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي: “إنه إنفاق له قعر بالنهاية”. “وفي السنوات الثلاث التي تلت صعود الملك سلمان إلى العرش ، تم بالفعل إنفاق ثلث احتياطيات المملكة العربية السعودية. ولست بحاجة إلى أن يكون لديك ماجستير في إدارة الأعمال من مدرسة (وارتون) لمعرفة ما الذي سيعنيه ذلك بعد ست سنوات من الآن”.

الصندوق السيادي القطري والمطامع السعودية

لذا إذا نجح السعوديون في الاستيلاء على الدوحة، فمن المحتمل أن يكونوا قادرين على الوصول إلى صندوق الثروة السيادية في البلاد والبالغ 320 مليار دولار. في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي ، وبعد أشهر من انهيار خطة الغزو ، قام ولي العهد السعودي بجمع واعتقال العشرات من أقاربه في فندق ريتز كارلتون – الرياض ، وأجبرهم على التوقيع على التنازل عن مليارات من الأصول العائدة لهم. وبررت الحكومة الاعتقالات باعتبارها حملة قمع للفساد، لكنها سمحت للدولة بالإستيلاء على المليارات من الأصول الخاصة لاستخدامها من قبل الحكومة بمغامرات مجهولة العواقب. وابتداءً من خريف 2017 ، بدأ محمد بن زايد ومحمد بن سلمان بالضغط على البيت الأبيض لإقالة تيلرسون ، بحسب مصدر مقرب من العائلة المالكة الإماراتية ومصدر آخر قريب من العائلة المالكة السعودية.

سر توقيت إقالة تيلرسون

لم يكن لدى أي من المسؤولين الحاليين أو السابقين الذين قابلتهم “إنترسيبت” فكرة مباشرة عن سبب قرار ترامب بإقالة تيلرسون. لكن أحد المصادر أخبر “إنترسيبت” أن التوقيت – قبل أسبوع من وصول ولي العهد السعودي إلى واشنطن في زيارة معلنة – كان مهماً. فخلال تلك الزيارة، كان من المقرر أن يناقش محمد بن سلمان، أزمة قطر ومبيعات الأسلحة المستقبلية مع ترامب. كما أشارت أربعة من المصادر التي قابلتها “إنترسيبت” إلى حملة مستمرة من جانب الإمارات العربية المتحدة لدفع قطر الى تصعيد الأزمة من خلال إنتهاكات مستمرة للمجال الجوي القطري من قبل الطائرات الإماراتية، وهو ما وثقته قطر وبالتفاصيل لدى الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام. وتشمل الاستفزازات الإماراتية لقطر أيضاً إهانات شخصية بعيدة كل البعد عن اللياقة واللباقة الأخلاقية من قبل القيادة الإماراتية ضد العائلة المالكة القطرية. كما جرى مراراً في حساب من يدعى (بحمد المزروعي) على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، وهو مسؤول استخباراتي إماراتي رفيع يعمل تحت إمرة ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وغالباً ما يقوم حساب المزروعي بالتغريد بشكل مقزز ضد والدة الأمير القطري وهنالك أخبار حول أن حساب المزروعي يتم التحكم فيه فعليًا من قبل ولي عهد أبوظبي نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حمادي الحاضري:

    أغبى شيء على الإطلاق تامر الأخوة على بعض والأعداء من كل جانب لقد عميت الأبصار تماما وتغلفت العقول بعفن الجهل

  2. يقول محمد الجزائري:

    لا شيعة و لا سنة القضية قضية مصالح ضيقة.

  3. يقول يونس الجزائر:

    يا قطر الحبيبة حماكي الله و أنا كجزائري أضع نفسي تحت تصرف قطر و مستعد أن أدافع عن إخواني القطريين حتى آخر قطرة من دمي.

  4. يقول بيضة الديك:

    اسود على قطر و في حروبهم ضد ايران نعامات

    ألامارات و السعودية لم يستطيعوا تركيع

    الحوثيين فكيف لهم ان يهزموا ايران

  5. يقول ابن العرب:

    حماك الله ياقطرالمجد والكرامه.
    أحبك ياقطر الخير والبركة.
    بارك الله فيك وفي أمير قطر الغالي على قلوبنا..

  6. يقول عبدالوهاب رشيد:

    تآمر المتآمرون وإنفضحت نواياهم من غير أن تحقق أي نتيجة وتعيش قطر اليوم محمية ومنيعة وذات سيادة كاملة الأركان أكثر من أي وقت مضى وما يعجبني في القطريين وحدتهم وتماسكهم وإصطفافهم خلف قيادتهم الرشيدة وهذه هي التي أحبطت عنهم في حقيقة الأمر كل غزو عسكري كان محتملا من قبل جيرانهم والترامبات “ترامب وصهره”. عاشت الأمة العربية حرة متحابة يسود فيها مبدأ الأخوة وحسن الجوار.

  7. يقول .Dinars.:

    حاق المكر بالمجرم ولد سلمان فدماء خاشقجي وأطفال اليمن تلاحقه طيلة حياتة.
    وبدل غاز قطر الذي لم يصل إليه دون شك على إثره يبدو أن غازا قد استقر ثم أزمن في أمعائة نتيجة شر أعماله وخيباته المتلاحقة.

إشترك في قائمتنا البريدية