شنغهاي/بكين – رويترز: وجهت وسائل إعلام صينية رسمية أمس الإثنين انتقادات حادة للسياسات التجارية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في هجوم غير معتاد عليه شخصيا، فيما سعت لطمأنة المستثمرين القلقين على اقتصاد البلاد مع تسبب مخاوف متعلقة بالنمو في اضطرابات في أسواقها المالية.
ووجهت وسائل الإعلام الصينية انتقادات متكررة للولايات المتحدة ولإدارة ترامب مع تصاعد النزاع التجاري بين البلدين، لكنها كانت تحجم إلى حد كبير عن استهداف ترامب.
لكن الانتقادات الأخيرة التي وردت في النسخة الدولية من صحيفة «الشعب» الناطقة بلسان الحزب الشيوعي استهدفت ترامب، وقالت أنه يقوم بدور البطولة «في دراما خادعة خاصة به تقوم على الابتزاز والترهيب بإسلوب مقاتل الشارع».
وجاء في مقال رأي في الصفحة الأولى للصحيفة أن رغبة ترامب في أن يشاركه آخرون في مساعيه هي «أمنيات لا علاقة لها بالواقع»، وأضاف ان الولايات المتحدة صعَّدت خلافا تجاريا مع الصين وحولت التجارة العالمية لمعادلة «لا ربح فيها ولا خسارة».
وقالت الصحيفة أن «حكم دولة ليس كممارسة الأعمال»، مشيرة إلى ان تصرفات ترامب عرضت مصداقية الولايات المتحدة للخطر.
وتسبب الخلاف المستعر بين أكبر اقتصادين في العالم في اضطرابات في الأسواق المالية في الأشهر الماضية شمل الأسهم والعملات وتجارة السلع العالمية من الصويا وحتى الفحم.
وفرضت كل من الولايات المتحدة والصين رسوما على واردات من الدولة الأخرى بقيمة 34 مليار دولار في يوليو/تموز. ومن المتوقع أن تفرض واشنطن قريبا رسوما جمركية على سلع صينية إضافية بقيمة 16 مليار دولار، وأعلنت الصين على الفور أنها سترد بالمثل على مثل هذه الخطوة.
وكشفت وزارة المالية الصينية في ساعة متأخرة يوم الجمعة الماضي عن مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية الإضافية على خمسة آلاف و207 سلع مستوردة من الولايات المتحدة قيمتها 60 مليار دولار.
وجاءت الخطوة ردا على اقتراح لإدارة ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار.
وأثارت الحرب التجارية وزيادة حالات إفلاس الشركات وانخفاض مستمر في قيمة اليوان مقابل الدولار مخاوف من مواجهة الاقتصاد الصيني تراجعا أكثر حدة.
واتخذت الحكومة الصينية إجراءات ردا على ذلك، من بينها ضخ المزيد من السيولة في النظام المصرفي، وتشجيع الاقتراض، فيما وعدت بسياسة مالية أكثر فاعلية.
وتأتي الانتقادات اللاذعة التي أوردتها الصحيفة الصينية بعد تعليقات لترامب على تويتر يوم السبت الماضي قال فيها ان استراتيجية وضع تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات الصينية «تحقق تجاحا أكبر مما توقع الجميع»، وأن ذلك أجبر بكين على التحدث عن التجارة مع واشنطن.
واستشهد ترامب بالخسائر التي منيت بها سوق الأسهم الصينية وتوقع أن السوق الأمريكية قد «ترتفع بشدة» بمجرد إعادة التفاوض على اتفاقات التجارة.
وانخفضت سوق الأسهم الصينية أمس الإثنين بعد أن تسببت تهديدات التعريفات الجمركية الجديدة من بكين في تصعيد للحرب التجارية بين البلدين، لكن جهود البنك المركزي لدعم اليوان نجحت في الحفاظ على استقرار العملة.
وأكدت مقالات في عدة صحف رسمية صينية على قدرة الاقتصاد الصيني على المقاومة، وقللت من أهمية المخاوف المتعلقة بتأثير الحرب التجارية على اقتصادها.
وقالت صحيفة «تشاينا ديلي» الرسمية الناطقة بالإنكليزية نقلا عن خبراء اقتصاديين صينيين «يتوقع متعاملون في السوق استقرارا نسبيا للعملة الصينية على المدى القريب دون مخاوف من تأثير النزاع التجاري الأمريكي الصيني. يتوقعون زخما مستمرا في النمو الاقتصادي بسبب ضبط السياسات».
ونشرت صحيفة «غلوبال تايمز» مقالا ردا على تصريحات لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض الذي قال ان الصين يجب ألا تستهين بتصميم ترامب على سياساته.
وقالت الصحيفة ان الصين لا تخشى «التضحية بمصالح قصيرة الأمد… الصين لديها الوقت للقتال حتى النهاية. الوقت سيثبت أن الولايات المتحدة ستجعل من نفسها أضحوكة في النهاية».