انقرة/إسطنبول/عواصم – وكالات: هوت الليرة التركية بما يصل إلى 14 في المئة أمس الجمعة، مع تدهور العلاقات مع أمريكا ومخاوف بشأن تدخلات اردوغان في الاقتصاد، لتتحول إلى حالة ذعر في السوق نالت أيضا من أسهم بنوك أوروبية.
وعمق بيع العملة التركية بواعث القلق حيال الانكشاف على تركيا ولاسيما بخصوص ما إذا كانت الشركات المثقلة بالديون ستستطيع سداد القروض المصرفية التي جمعتها باليورو والدولار بعد سنوات من الاقتراض الخارجي لتمويل طفرة إنشاءات تحت حكم اردوغان.
ويثير نهج اردوغان المتسم بالتحدي إزاء الأزمة قلق المستثمرين أكثر. فقد قال الرئيس، الذي يتحدث عن محاولة «جماعة ضغط سعر الفائدة» ووكالات التصنيف الإئتماني الغربية إسقاط الاقتصاد التركي، خلال كلمة الليلة قبل الماضية إنه «لا يوجد ما يبعث على قلق» الأتراك.
ومن المستبعد أن يطمئن ذلك المستثمرين القلقين أيضا من النزاع المتصاعد مع الولايات المتحدة. فالبلدان العضوان في حلف الأطلسي مختلفان بشأن احتجاز تركيا للقس الأمريكي أندرو برانسون في تهم تتعلق بالإرهاب.
وفي الساعة 0954 بتوقيت غرينتش كانت الليرة عند 5.93 مقابل الدولار منخفضة نحو سبعة في المئة. وهبطت العملة لفترة وجيزة 14.6 في المئة – في أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ أوائل 2001 – لكنها قلصت خسائرها لاحقا.
وتعاني العملة الوطنية التي فقدت حوالى 40% من قيمتها مقابل الدولار واليورو منذ مطلع العام، من الأزمة الدبلوماسية الخطيرة بين أنقرة وواشنطن، وريبة الأسواق المتزايدة حيال فريق اردوغان الاقتصادي.
وكانت الليرة التركية تراجعت الخميس بأكثر من 5% مقابل العملة الأمريكية غداة مفاوضات غير مثمرة بين دبلوماسيين أميركيين وأتراك رفيعي المستوى سعيا لتسوية الخلافات بين البلدين اللذين فرضا الأسبوع الماضي عقوبات متبادلة على مسؤولين حكوميين.
ورأى ديفيد تشيثام، المحلل لدى «إكس تي بي»، في مذكرة أن تراجع الليرة التركية أمس «يظهر أن المستثمرين متخوفين بشكل متزايد من أزمة نقدية شاملة وشيكة».
وقال مايكل هيوسون، المحلل لدى «سي إم سي ماركتس»، ان «المستثمرين كانوا يعتبرون الأزمة النقدية في تركيا مشكلة محلية. لكن يبدو أن سرعة تدهور (الليرة) تعزز المخاوف من احتمال انكشاف مصارف أوروبية على النظام المصرفي التركي».
… واردوغان يتحدى
في هذه الأثناء حضّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأتراك على تحويل ما يملكونه من عملات أجنبية لدعم الليرة التي تسارع انهيارها إثر دعوته إلى «الكفاح الوطني» في مواجهة «حرب اقتصادية» تشن على حد قوله على بلاده.
وقال في كلمة ألقاها في بايبورت (شمال شرق) «إن كان لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية، إنه كفاح وطني».
mأشار بالاتهام إلى «لوبي معدلات الفائدة» من غير أن يحدد ملامح هذه الجهة الغامضة.
وكان أعلن في خطاب سابق ليل الخميس/الجمعة «إذا كان لديهم دولارات فلدينا شعبنا ولدينا حقنا ولدينا الله»، ما عزز مخاوف الأسواق.
واردوغان الذي بات يمسك بكامل الصلاحيات التنفيذية بموجب تعديل دستوري مثير للجدل مكَّنه أيضا من تعيين حاكم البنك المركزي، يعلن صراحة معارضته لرفع معدلات الفائدة من أجل ضبط التضخم.
إلا أن العديد من خبراء الاقتصاد يدعون إلى زيادة معدلات فائدة البنك المركزي لكبح التضخم، عملا بوسيلة تستخدم بصورة تقليدية في العالم لضبط ارتفاع الأسعار ودعم العملة الوطنية.
ولزمت شبكات التلفزيون الرئيسية والصحف الواسعة الانتشار، ومعظمها تحت سيطرة السلطة، الصمت حيال انهيار الليرة التركية هذا الأسبوع.
من جهة ثانية دعت غرفة صناعة إسطنبول، أكبر الغرف التجارية التركية، إلى إجراءات عاجلة لاحتواء العواقب المحتملة للتراجع الحاد لليرة على الاقتصاد الحقيقي، قائلة إن التقلبات تحولت إلى مصدر لعدم الاستقرار المالي.
وقال إردال باخشيوان رئيس الغرفة في بيان مكتوب أمس «تقلبات سعر الصرف الأجنبي وصلت إلى حد يهدد جودة ميزان المدفوعات».
وقال البنك المركزي التركي أمس ان عجز ميزان المعاملات الجارية في البلاد انخفض في يونيو حزيران إلى 2.973 مليار دولار.
ويقل هذا الرقم عن توقعات رويترز والتي أشارت إلى عجز قدره 3.032 مليار دولار.
وفي مايو/أيار، بلغ عجز ميزان المعاملات الجارية 6.193 مليار دولار، فيما وصل إلى 47.1 مليار دولار في 2017.
بلاش مكابرة اقعطوا علاقتكم مع إيران بيت الشر لتنجوا من التدهور الاقتصادي وسقوط العملة .