الدوحة -” القدس العربي” – إسماعيل طلاي:
في الرابع عشر من آب/ أغسطس الجاري، تفتح أسواق المواشي أبوابها أمام المواطنين والمقيمين في الدوحة، وسط ترحيب للمواطنين القطريين بأسعار الأضاحي، بعد أن سارعت الدولة ككل سنة، إلى دعم أسعارها، وضمان وفرتها في السوق، بما يعكس الانتعاش الذي يشهده الاقتصاد المحلي القطري منذ انتهاج سياسة الدعم لمربي المواشي والمستثمرين، ضمن توجه دولة قطر لتحقيق الاكتفاء الذاتي، لمواجهة تداعيات الحصار المستمر على قطر منذ الخامس من حزيران/ يونيو 2017.
قبل أقل من 10 أيام على عيد الأضحى المبارك، استكملت الجهات الرسمية استعداداتها لعيد الأضحى، مع إعلان الحكومة عن مبادرتها السنوية لدعم أسعار أضاحي العيد بالتنسيق مع شركة ودام للأغذية، لأجل مراقبة أسعار الأضاحي، ومنع تجار المواشي من التحكم والمضاربة بالأسعار في سوق الأغنام أثناء موسم عيد الأضحى المبارك.
وتبدأ عمليات بيع الأضاحي بالسعر المدعم اعتبارا من يوم 14 آب/ أغسطس، وتستمر حتى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك. وتم تحديد سعر بيع الأضحية الحية بـ 1100 ريال قطري للخروف السوري المنشأ، و1200 ريال للخراف المنتجة محلياً (الريال يعادل 65,3 دولار). وهي أسعار مقبولة لدى عموم المواطنين القطريين، بينما يوفر سوق المواشي بدائل بأسعار أقل للمقيمين الذين يقبلون على أضاحي بأسعار متفاوتة حسب نوعية الأضحية التي يفضلونها بين الأضحية القطرية المحلية، والسورية، والسودانية، والأسترالية، وغيرها.
وستقوم شركة “ودام” الغذائية بتوفير 12500 رأساً من الخراف العربية للمواطنين بأسعار مدعومة بوزن 45 كيلوغرام، منها 10 آلاف خراف سورية المنشأ سيتم استيرادها، و2500 رأس سيتم توفيرها من أصحاب المزارع والعَزب من المواطنين من الإنتاج المحلي. مما يسمح بدعم سوق المواشي بأكثر من 25 ألف رأس غنم، إلى جانب ما يوفره تجار الماشية المحليين، مما سيشجع على دفع عجلة الإنتاج والاستثمار في الإنتاج الحيواني ويساهم في زيادة حصة المنتج المحلي في الأمن الغذائي للدولة.
إجراءات رقابية صارمة للمذابح وسوق المواشي
ولا تكتمل الاستعدادات الحكومية لعيد الأضحى، دون ضبط إجراءات الرقابة على المذابح وسوق المواشي، حيث أتمت إدارة النظافة العامة بوزارة البلدية والبيئة الاستعدادات والتحضيرات لعيد الأضحى المبارك. وتشمل تلك الاستعدادات خدمات تنظيف مصليات العيد وتجهيزها لاستقبال المصلين. ووضعت الإدارات المسؤولة خططاً وبرامج خاصة بتوفير فرق ميدانية للمتابعة والمراقبة، بالإضافة إلى القيام بعمليات نظافة مكثفة، لا سيما في أماكن الترفيه والشوارع التجارية والعامة والكورنيش والحدائق العامة وزيادة عدد الحاويات على الشواطئ، إلى جانب بالأماكن المفتوحة التي ستقام فيها صلاة العيد.
وشدّدت الوزارة على أن الخطط والبرامج ستستمر على مدار الساعة وتغطي جميع المدن والمناطق بالدولة مع التركيز على المواقع العامة التي تحظى باهتمام وعناية خاصة وإقبال كبير من الجمهور، مثل منطقة الكورنيش والحدائق والمتنزهات والشواطئ بالعامة والسوق المركزي والمقصب الآلي.
وتوعدت الوزارة الوصية بفرض رقابة صارمة على الممارسات التي من شأنها إلحاق ضرر بالبيئة وصحة المواطن، من قبيل الرمي العشوائي للمخلفات والذبح خارج المقاصب، وترك هذه المخلفات في الحاويات المنزلية أو رميها أرضاً في الساحات والميادين رغم طبيعتها التي تستوجب المعالجة الفورية، تجنباً للأضرار الصحية والروائح الكريهة. بالإضافة إلى الإغلاقات المؤقتة لبعض الشوارع.
فنادق الدوحة تتزيّن بالرايات العمانية والكويتية
على الجانب الآخر، تتسابق الفنادق والمنتجعات السياحية في قطر لاستقطاب المواطنين والمقيمين في إجازة عيد الأضحى التي يرتقب أن تدوم 10 أيام بالنسبة للموظفين في الإدارات الحكومة، ولا تقلّ عن ثلاثة أيام للعاملين في القطاع الخاص.
وأعلنت فنادق الدوحة باكراً، عن عروضها الخاصة بعيد الأضحى المبارك، والتي تضمنت عدداً من الفعاليات المتميزة والأنشطة الترفيهية الخاصة بالأطفال والعائلة، إلى جانب الإعلان عن خصومات على الإقامة في الغرف وخدمات المطاعم والنوادي الصحية.
وإلى جانب الفنادق، تشهد السنوات الأخيرة، إقبالاً لافتاً على الرحلات السياحية والسفاري الصحراوية في موسم الصيف، حيث ساهمت الطفرة الاقتصادية والخدمات التي توفرها هيئة السياحة العامة في مناطق صحراوية مثل “سيلين” في استقطاب شريحة واسعة من القطريين والمقيمين والسياح الأجانب الذين يتوقفون في قطر خلال رحلاتهم نجو دول العالم، للاستمتاع بتجربة التخييم التي تغري كثيرين، سيّما في فترة المساء التي تشهد انتعاشا للجو في الصحراء، ومن تمّ، اكتشاف المعالم السياحية والتراثية والثقافية التي تزخر بها قطر.
وعلى الرغم من أن العديد من العائلات القطرية قد اختارت قضاء إجازة الصيف في دول أخرى، وفي مقدمتها لندن، واسطنبول، وباريس، وغيرها من العواصم العالمية، فإن غالبية القطريين لا يميلون لقضاء إجازة العيد خارج الدوحة، ما يجعل الكثير من الفنادق تتأهب لاستقبال هؤلاء العائدين إلى أرض الوطن لاستكمال إجازتهم، إلى جانب القطريين والمقيمين الذين فضلوا قضاء الإجازة الصيفية في قطر، لدواع شخصية أو مهنية.
كما أن إجازة عيد الأضحى تشهد إقبالا خاصا للسياح، ولا سيّما الخليجيين الذين يقصدون الدوحة للاستمتاع بمهرجان “صيف قطر”، وفي مقدمتهم السياح العمانيون والكويتيون، إلى جانب الزوار من عائلات المقيمين التي تقصد الدوحة في فصل الصيف.
حيا الله قطر وأميرها الشاب
حيا الله قطر وجعلها كيد في خاصرة الظالمين
حيا الله قطر قلعة الميضوم