لندن – “القدس العربي”- ابراهيم درويش: في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، عقدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي مؤتمراً صحافياً، قدمت فيه أدلة قالت إنها تدين إيران وتورطها في حرب اليمن، فالصاروخ الباليستي الذي أطلق على الرياض قبل شهر من المؤتمر، يحتوي على معدات مصنعة في إيران وأرسلت للحوثيين الذين تشن السعودية وحلفاؤها حرباً عليهم، ورأت هيلي أن هذا “دليل قوي” عن الخيانة الإيرانية، ولم يقتنع الدبلوماسيون بما قدمته السفيرة التي قالوا إنها كانت تحاول حرف الانظار عن سياسات ترامب الاخرى في الشرق الأوسط، وتبالغ في النتيجة التي توصل إليها المحققون التابعون للأمم المتحدة.
قالت صحيفة “واشنطن بوست”، أنه من المناسب قراءة ما قدمته هيلي في ضوء ما حدث في اليمن منذ مؤتمرها، فالهجوم الصاروخي ذاك لم يخلف ضحايا فيما ردت السعودية وحلفاؤها بتشديد الحصار على اليمن وتكثيف الحرب ضد الحوثيين، الأمر الذي فاقم الأزمة الإنسانية حيث سقط العشرات من المدنيين جراء الغارات الجوية السعودية، كما حدث قبل أسبوعين عندما ضربت غارة جوية حافلة اطفال في شمال اليمن، وقتلت 54 شخصاً منهم 44 طفلاً كانوا في رحلة مدرسية.
وقدمت مراسلة “بي بي سي” أورلا غيرين مقابلات من الحادث، أظهرت ألم الآباء الذين فقدوا أبناءهم وتحدثت مع أطفال يحفرون القبور لزملائهم في المدرسة، ومع ذلك أكدت السعودية أن الهجوم كان على “هدف عسكري شرعي”، مشيرة إلى المزاعم بأن الحوثيين يقومون بتدريب الأطفال.
وبالرغم من ان الولايات المتحدة تدعم الحملة السعودية وتوفر الوقود لطائراتها في الجو وتزودها بالمعلومات الاستخباراتية والذخيرة، قالت الصحيفة ان إدارة دونالد ترامب التي تشجب الدور الإيراني في اليمن، لا تبدي اهتماماً حول دورها في الحرب اليمنية، حيث انها أبدت لا مبالاة تجاه الضغوط نحو توضيح دورهم في الغارة ، وقال مسؤول متسائلاً عن الفرق الذي يتركه الدعم الأمريكي “فنحن نقدم الوقود للطيران السعودي ونبيعهم الذخائر ولا ننكر هذا”.
وكشف تقرير عرضته شبكة “سي إن إن”، ان القنبلة التي قتلت الأطفال اليمنيين صنعتها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، مستنداً إلى خبراء ذخيرة وشظايا جمعت من مكان الحادث.
وفي الوقت الذي تحاول فيه إدارة ترامب التقليل من دورها في اليمن إلا أن الكونغرس غاضب من الفظائع الجارية هناك، ولم يقنع أداء هيلي النقاد بشأن نقاش إدارة ترامب حول التأثير الإيراني على الحوثيين، ويقول ميكا زينكو، من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: “عندما تتدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو تدعم تدخلات عسكرية تقوم بخلق ظروف فوضوية تؤدي لزيادة الدور الإيراني الخبيث”، و”من الجنون التفكير أن دعم حملة قصف جوي مروعة، وتستهدف القوات الحوثية المدعومة من إيران سيؤدي لتغيير سلوكها خارج حدودها”.