دمشق – د ب أ: تشهد عموم الأسواق السورية حالة ركود كبيرة خلال عيدالأضحى الحالية، بسبب الغلاء وضعف القدرة الشرائية لدى السكان .
فقد شهدت أسواق العاصمة دمشق ومجمعاتها التجارية حركة تسوق بسيطة لا تقارن بالأعياد السابقة، أو على أقلها قبل اندلاع الحرب منتصف شهر اذار / مارس 2011 .
فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية والألبسة ارتفعت بشكل كبير. والمتسوقون القليلون يكتفيون بشراء قطعة واحدة على الأكثر، بل ان بعضهم لم يجئ للتسوق أصلا، بل لقضاء الوقت.
وانتقد عبد الرحمن إبراهيم ( 36 عاما)، الموظف في الحكومة السورية، الوضع الاقتصادي للبلاد بالقول «الحكومة تعلم أن الراتب الذي تقدمه للموظف لا يعادل سبعة إلى عشرة أيام في الشهر، وما زالت تتحدث عن دراسة وضع الرواتب، و حتى العيدية التي كانت تدفعها الحكومة قبل العيد، لم نعد نشاهدها. لا داعي لشراء حاجات العيد من ملابس وحلويات، نحن نركض خلف لقمة العيش، من المعيب ان تمر في أسواق مدينة حلب ولا تجد حركة تسوق كبيرة خلال فترة العيد في عاصمة الاقتصاد السوري «.
يشكل عدد الموظفين لدى الحكومة السورية أكثر من 80 في المئة من القوى العاملة في سورية ،ويتركز أغلب العمل في قطاعات التربية والصحة والوزارات الخدمية والجيش .
وقالت رشا علي، التي تعمل في صالة لبيع الملابس في أحد أسواق دمشق «هناك فارق كبير بين الراتب الشهري والنفقات. اعمل في هذه الصالة حوالي 11 ساعات متواصلة وزوجي يعمل في دوامين صباحا في وظيفة حكومية، وبعد الظهر عمل حر، ومع ذلك نعيش في الحدود الدنيا من المصاريف ولا نستطيع شراء كل ما نحتاجه بل نركز على الأساسيات «.
وتؤكد رشا أن شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول هما من الأشهر ذات المصاريف العالية في سورية، حيث يترافق عيدالأضحى مع افتتاح المدارس وتخزين العائلات المؤن لاستخدامها في فصل الشتاء .
ويقول صاحب محل حلويات، طلب عدم ذكر اسمه، في سوق الميدان الشهير بصناعة الحلويات في العاصمة دمشق «هناك حركة كبيرة للناس في السوق، ولكن لا يوجد من يشتري، بل من كان يشتري 6-4 كيلوغرام من الحلويات اقتصرها على كيلوغرام واحد، وفي احسن الأحوال على اثنين كيلوغرام، أتحدث هنا عن الغالبية، أما بعض الأشخاص فلم تتأثر نسبة شرائهم، بل اصبح لدينا زبائن جدد من مُحدَثي النعمة وتجار الحروب «.
ويرى المهندس نايف محمد (56 عاما) ان «هناك فارق كبير بين دخل الأسرة السورية ومصاريفها، وخاصة بعد الحرب، وانخفاض قيمة الليرة السورية التي خسرت قيمتها أضعاف مضاعفة، وخروج بعض المناطق عن سيطرة الحكومة السورية، ما أثر على فرض رسوم وتكاليف نقل إلى البضائع ما يجعلها غالية الثمن «.
ويضيف محمد الذي يعيش في مدينة الرقة «العيد له فرحة ولا يمكن أن يمر العيد بدون لوازمه من حلويات وألبسة جديدة، ولكن حالنا في محافظة الرقة ينصب حاليا على ترميم منازلنا وإعادةإعمار بيوتنا، أما موضوع الأضاحي اصبح من الكماليات حالياً ،أضافة إلى تدهور الليرة التركية والكثير من العائلات يعتمد على التحويلات المالية من أبنائهم الذين يعملون في تركيا «.
وتشير دراسات وأبحاث مستقلة قام بها أشخاص ومراكز بحثية سورية إلى أن الأسرة السورية المكونة من 5 أفراد تحتاج إلى نحو 200 ألف ليرة سورية ،أي ما يعادل 400 دولارأمريكي في حين متوسط راتب الموظف الشهري حوالي 50ألف ليرةأي 110 دولار .
وشهدت أسواق محافظة إدلب انخفاضًا في أسعار الألبسة إلى نحو 20% من قيمتها بسبب تأثير انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار على السوق، كون معظم الألبسة مصدرها تركي، لكن نسبة إقبال الأهالي ضعيفة بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية للسكان.
وفيما انخفضت أسعار رؤوس الأغنام انخفاضًا كبيرًا في قيمتها، حيث انخفض سعر كيلو رأس (الغنم الواقف) من 1800 ليرة في العام الماضي إلى نحو 1200 ليرة فقط، بسبب ضعف حركة التصديرإلى أسواق دمشق وحلب ، كان عدد قليل من الناس مستعدين للشراء.